ما هي مادة البوليفينول ولماذا يحتاج إليها جسمك؟

البوليفينول

البوليفينول هي مجموعة من المواد الكيميائية الموجودة بشكلٍ طبيعي في أنواع النباتات المختلفة. تمتلك البوليفينول آلاف الأنواع كما تمتلك العديد من الفوائد الصحية التي سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هي البوليفينول(Polyphenols)؟

البوليفينول

  • هي مجموعة من المركبات الموجودة بشكلٍ طبيعي في الأطعمة النباتية مثل الخضراوات، الفواكه، الأعشاب، وكذلك التوابل.
  • هي مركبات عضوية عطرية تتكون من حلقة أو أكثر من حلقات الفينول المرتبطة بجزئ هيدركسيل.

أنواع البوليفينولات (polyphenols)؟

يوجد حوالي 8000 نوع معروف من البوليفينولات أو متعدد الفينول.

يمكن تقسيمهم إلى أربع أصناف فرعية:

1. الفلافونويد (flavonoids)

  • هذا النوع يمثل 60% من البوليفينولات.
  • أمثلة: كورسيتين (quercetin)، كامفيرول (kaempferol)، كاتشين (catechins)، وكذلك أنثوسيانين(anthocyanins).
  • يوجد هذا النوع من البوليفينول بشكلٍ طبيعي في العديد من الأطعمة مثل التفاح، البصل، الشوكولاتة الداكنة وكذلك الملفوف أحمر اللون.

2. أحماض الفينوليك (phenolic acids)

  • يمثل هذا النوع 30% من إجمالي عدد البوليفينولات.
  • أمثلة: ستلبين (stilbenes)، ليجنان (legnans).
  • يوجد هذا النوع بشكلٍ طبيعي في معظم أنواع الفاكهة والخضراوات وكذلك الحبوب الكاملة.

3. أميدات البوليفينوليك (Polyphenolic amides)

يشمل هذا النوع:

Advertisements
  • الكابسيسونيد(capsaicinoids) في الفلفل الحار.
  • الأفينانثراميد (avenanthramides) في الشوفان.

4. أنواع أخرى من البوليفينول

هذه الأنواع تشمل:

  • ريسفيراترول (resveratrol) في النبيذ الأحمر.
  • الكركمين (curcumin) في الكركم.
  • حمض الإيلاجيك (ellagic acid) في التوت.
  • ليجنان في بذور الكتان، بذور السمسم، وكذلك الحبوب الكاملة.

أهم الأطعمة الغنية بالبوليفينول

الأطعمة التي تحوي البوليفينول

الأطعمة التي تحوي البوليفينول

الأطعمة ذات الأصول النباتية تحتوي على كميات مختلفة من البوليفينولات.

كمية البوليفينولات الموجودة داخل كل نوع من أنواع الأطعمة تعتمد على نوعه، درجة نضجه، وكذلك كيف تمت عملية زراعته وحصاده، ونقله، وكذلك ظروف تخزينه، وكيفية إعداده.

توجد كذلك مكملات غذائية تحتوي على البوليفينول لكنها تبدو أقل فعالية من تناول البوليفينول في الطعام.

البوليفينول

البوليفينول

أهم أنواع الأطعمة التي تحتوي على البوليفينولات تتمثل في:

  •  الفواكه مثل التفاح، البرتقال، العنب، الخوخ، وكذلك عصير الجريب فروت، الكرز، وكذلك التوت الأزرق، عصير الرمان، الفراولة، التوت، وكذلك التوت البري، والتوت الأسود، المشمش، البلسان الأسود، الزبيب(الكشمش)الأسود.
  • الخضراوات مثل السبانخ، البصل، البطاطس، الزيتون الأخضر وكذلك الأسود، البروكلي، الجزر، الكراث، رؤوس الخرشوف الكروية، وكذلك نبات الهليون.
  • كذلك البذور الكاملة مثل دقيق القمح، الشعير، وكذلك الشوفان الناتج من طحن كامل البذور.
  • المكسرات، البذور، والبقوليات مثل بذور الكتان، جوز الهند، الفاصوليا السوداء وكذلك البيضاء، اللوز، الكستناء، البندق، وكذلك البقان.
  • المشروبات مثل القهوة والشاي.
  • الدهون مثل الشكولاتة الداكنة، زيت الزيتون الخام، وكذلك زيت بذور السمسم.
  • كذلك البهارات والتوابل مثل مسحوق الكاكاو، الكبر، الزعفران، الأوريغانو المجفف، إكليل الجبل المجفف، وكذلك صلصة الصويا، القرنفل، النعناع المجفف،وكذلك اليانسون النجمي، بذور الكرفس، المريمية المجففة، النعناع المجفف، الريحان المجفف، مسحوق الكاري، الزعتر المجفف، الزنجبيل المجفف، وكذلك القرفة والكمون.

الفوائد الصحية لمركبات البوليفينول

توجد فوائد صحية عديدة لهذه المركبات واسعة الانتشار:

1. البوليفينول لتقليل سكر الدم

  • تعمل مركبات البوليفينول على تقليل سكر الدم مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
  • هذا التأثير ربما بسبب أن مركبات البوليفينول تمنع تكسير النشا إلى جزيئات بسيطة من السكر ، مما يقلل من احتمالية ارتفاع سكر الدم بشكلٍ كبير بعد الوجبات.
  • قد تعمل هذه المركبات أيضًا على زيادة إفراز هرمون الأنسولين وهو الهرمون المسئول عن تنظيم سكر الدم.
  • كما ربطت عدة دراسات مختلفة بين الأطعمة الغنية بمركبات البوليفينول، وبين تقليل مستوى السكر في الدم أثناء الصيام، زيادة قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز، وزيادة استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين. كلها عوامل مهمة لتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
  • كذلك وضحت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يكثرون من تناول الأطعمة الغنية بمركبات البوليفينول قل خطر إصابتهم بالنوع الثاني لمرض السكر بنسبة 57% مقارنة بأولئك الذين يتناولونها بكميات قليلة.
  • ربطت دراسة أخرى بين هذا التأثير الخافض لسكر الدم وبين مادة الأنثوسيانين بشكلٍ خاص. حيث توجد في التوت، والزبيب والعنب، في الأحمر، والأزرق، والبنفسجي من كل نوع.

2. البوليفينول لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب

  • يرى الخبراء أن لمركبات البوليفينول تأثير كبير في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب؛ وذلك لأنها تمتلك تأثيرًا مضادًا للأكسدة قويًا. حيث يساعد هذا في تقليل خطر الإصابة بالالتهابات المزمنة والتي تعد عامل خطورة في الإصابة بأمراض القلب.
  • اثنان من المراجعات الحديثة ربطت مركبات البوليفينول بالقدرة على خفض ضغط الدم العالي، وخفض تركيز الكوليسترول الضار (LDL)، وزيادة تركيز الكوليسترول الجيد(HDL).
  • مراجعة أخرى وجدت أن معدل وفاة الأشخاص بسبب أمراض القلب قد قل بنسبة 45% عند الأشخاص الذين يمتلكون مستويات عالية من مادة الإنتيرولاكتون، والتي هي علامة على امتصاص الجسم لمادة الليجنان.
  • الليجنان هو نوع من مركبات البوليفينول موجود في بذور الكتان، وكذلك الحبوب الكاملة.

3. البوليفينول يمنع حدوث الجلطات الدموية

  • قد تقلل مركبات البوليفينول احتمال إصابة الأشخاص بالجلطات الدموية.
  • تحدث الجلطات الدموية عندما تتجمع الصفائح الدموية وتتكتل سويًا في مجرى الدم.
  • تعرف هذه العملية باسم تراكم الصفائح الدموية (Platelet Aggregation) وهي مفيدة في منع النزيف الزائد.
  • لكن زيادة تراكم الصفائح عن الطبيعي قد يسبب حدوث الجلطات الدموية والتي تمتلك تأثيرًا سلبيًا للغاية على الجسم كأن يحدث تجلطًا في الأوعية الدموية العميقة، والسكتة الدماغية، وكذلك الانسداد الرئوي.
  • وفقًا لبعض التجارب المختبرية وبعض التجارب على الحيوانات، مركبات البوليفينول قد تساهم في منع عملية تراكم الصفائح الدموية، مما يساعد في منع حدوث الجلطات الدموية.

4. البوليفينول للحماية ضد الأورام السرطانية

  • ربط العديد من الباحثين بين تناول الأطعمة النباتية وبين تقليل خطر الإصابة بالأورام الخبيثة. ويرى الخبراء أن مركبات البوليفينول مسئولة بشكلٍ جزئي عن هذا التأثير.
  • تمتلك مركبات البوليفينول تأثيًرا مضادًا للأكسدة، وكذلك مضادًا للالتهابات، وكلاهما قوي بشكلٍ خاص؛ وهم أهم النشاطات التي تساهم في منع حدوث الأورام السرطانية.
  • مراجعة حديثة في أنابيب الاختبار تشير إلى قدرة البوليفينول على منع تكاثر الخلايا السرطانية.
  • كما وجدت بعض الدراسات أن تناول الأطعمة الغنية بمركبات البوليفينول تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك سرطان البروستاتا، بينما وجدت بعض الدراسات الأخرى أنها لا تمتلك أي تأثير.
  • ولهذا مازال الأمر يحتاج المزيد من الدراسات في هذا الأمر.

5. البوليفينول لتحسين عملية الهضم

  • تعمل مركبات البوليفينول على تحسين عملية الهضم عن طريق زيادة نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتثبيط نمو الغير نافعة.
  • بعض الدراسات وجدت أن مستخلص الشاي العنب بمركبات البوليفينول يساعد على زيادة تكاثر البكتريا النافعة المعروفة باسم بيفيدوبكتيريا.
  • وبالمثل، وجد أن مركبات البوليفينول الموجودة في الشاي الأخضر تساعد على محاربة البكتيريا الضارة مثل الإيشريشيا كولاي، كلوستريديوم ديفيسيل، وكذلك السالمونيلا. بالإضافة إلى تحسين أعراض القرح المعدية، ومتلازمة القولون العصبي.
  • والأكثر من ذلك، قد تساعد مركبات البوليفينول البروبيوتيك على الازدهار والتكاثر.
  • البروبيوتيك هي نوع من البكتيريا النافعة الموجودة في بعض الأطعمة المخمرة والتي توجد على هيئة مكملات غذائية كذلك.
  • مازال الأمر يحتاج إلى المزيد من الأبحاث.

6. البوليفينول لتحسين وظائف الدماغ

  • تعمل مركبات البوليفينول على تعزيز التركيز والذاكرة.
  • وجدت إحدى الدراسات أن شرب عصير الجريب فروت _ الغني بشكلٍ طبيعي بمركبات البوليفينول_ يساعد على تعزيز صحة الدماغ عند كبار السن الذين يعانون من ضعف التركيز وذلك خلال 12 أسبوع.
  • دراسة أخرى وجدت أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الكاكاو تحسن من تدفق الدم في الدماغ مما يحسن من الذاكرة، ويزيد الانتباه.
  • وبالمثل يبدو أن مستخلص نبات الجنكو بيلوبا الغني بمركبات البوليفينول يعزز من القدرة على التعلم، ويزيد كذلك من التركيز، وقوة الذاكرة. كما تم ربط هذا النبات بتحسين نشاط الدماغ والذاكرة قصيرة المدى بكبار السن المصابين بالخرف.

المكملات الغذائية من مركبات البوليفينول

  • ربما تمتلك هذه المكملات بعض الفائدة، لكنها لا تمتلك نفس الأثر لمركبات البوليفينول عند تناولها خلال الوجبات المختلفة.
  • حيث يبدو أن مركبات البوليفينول تؤدي دورها بشكلٍ أكثر فعالية عند تفاعلها مع غيرها من المركبات الطبيعية الموجودة في الأطعمة.
  • تتوفر مكملات مركبات البوليفينول بتركيزات كبيرة، ولا دراسات كافية تؤكد فعاليتها عند هذه التركيزات.

المخاطر والآثار الجانبية المحتملة من مركبات البوليفينول

الأطعمة الغنية بمركبات البوليفينول آمنة لمعظم الناس. لكن لا يمكننا قول نفس الشيء عن مكملات البوليفينول.

وجدت بعض الدراسات أن مكملات البوليفينول قد تسبب الآثار الآتية في الحيوانات:

  • تلف أو فشل للكُلى.
  • الأورام.
  • وكذلك عدم توازن في هرمونات الغدة الدرقية بالجسم.
  • كما وجد أنها تزيد من خطر السكتات الدماغية، ومن ثم الموت في البشر.
  • كما قد تتداخل مركبات البوليفينول مع امتصاص المركبات الغذائية من الجسم، ومع امتصاص بعض الأدوية. لذا إن كنت تعاني من نقص في المغذيات أو تتناول بعض الأدوية بانتظام، فعليك أن تتجنب مكملات البوليفينول.

الخلاصة

  • مركبات البوليفينول هي مركبات توجد بشكلٍ طبيعي في الأطعمة النباتية، والتي تمتلك العديد من الفوائد، لكن لا ينطبق الأمر على مكملات البوليفينول.
  • لذا عليك الحرص على الحصول على مركبات البوليفينول عن طريق اتباع نظام غذائي صحي.

Advertisements