كل ما تريد معرفته عن الفيبروماليجيا

كل ما تريد معرفته عن الفيبروماليجيا

أصبحنا نسمع كثيرًا هذه الأيام عن ما يسمى الفيبروماليجيا، و هو عبارة عن حالة مرضية طويلة الأمد أو مزمنة. و يُعرف الفيبروماليجيا بالألم العضلي الليفي. و تتسبب هذه الحالة في بعض الأعراض التي تظهر على المريض و التي تشمل ألم في العضلات و العظام، التعب العام و الإرهاق. اضطرابات النوم و الاضطرابات المعرفية.

قد يكون من الصعب فهم هذه الحالة، حتى بالنسبة للأطباء و أخصائيي الرعاية الصحية. حيث أن أعراضه تشبه بحد كبير أعراض بعض الحالات المرضية الأخرى. كما أنه لا توجد اختبارات لتأكيد هذا التشخيص بشكل قاطع. و نتيجة لذلك، غالبًا ما يتم تشخيص الألم العضلي الليفي بشكل خاطئ.

كما تشير بعض التقارير الطبية إلى أن حوالي 4 ملايين بالغ في الولايات المتحدة بالفيبروماليجيا. يتم تشخيص معظم حالات الألم العضلي الليفي عند الإناث. معظم الحالات التي يتم تشخيصها عادة ما تكون في منتصف العمر، و على الرغم من ذلك فإنه قد يؤثر أيضًا على الأطفال.

ما هي أعراض الفيبروماليجيا

يسبب الألم العضلي الليفي ما يُشار إليه الآن بمناطق الألم. عادة ما يكون الألم وجع ثابت و مزعج. سينظر أخصائي الرعاية الصحية في تشخيص الألم العضلي الليفي إذا كنت قد عانيت من ألم في العضلات و العظام في أربع مناطق من أصل خمسة من مناطق الألم الموضحة في مراجعة عام 2016 لمعايير تشخيص الألم العضلي الليفي.

تشير معايير التشخيص الحالية إلى الألم العضلي الليفي هو ألم متعدد المواقع في الجسم. حيث يعتبر واسع ألم مزمن و مزعج و واسع الإنتشار في الجسم. و بالإضافة إلى ذلك، تركز عملية التشخيص على شدة الألم و مناطق الألم العضلي الهيكلي. في الماضي، كانت مدة الألم هي النقطة المحورية لتشخيص الألم العضلي الليفي. و تشمل الأعراض الأخرى للفايبروماليجيا ما يلي :

Advertisements
  • التعب و الإرهاق.
  • مشاكل في النوم، أو النوم لفترات طويلة دون الشعور بالراحة.
  • الصداع و مشاكل في التركيز.
  • جفاف العيون.
  • شعور بالألم و الوجع الخفيف أسفل البطن.
  • مشاكل المثانة.
  • الإكتئاب و القلق.

ضباب الفيبروماليجيا

ضباب الفايبروماليجيا أو ضباب المخ هو مصطلح يستخدمه بعض الناس لوصف الشعور الغامض الذي يشعرون به. و تشمل علامات الضباب الليفي ما يلي :

علاج الألم العضلي الليفي الفيبروماليجيا

في الوقت الحالي، لا يوجد أي علاج واضح للفيبروماليجيا. بدلاً من ذلك، يركز العلاج على تقليل الأعراض و تحسين نوعية الحياة بالأدوية و إستراتيجيات الرعاية الذاتية و تغيير نمط الحياة. بالإضافة إلى ذلك، قد ترغب في طلب الدعم و الإرشاد عن طريق الأشخاص المختصين في هذا الأمر.

يمكن للأدوية أن تساعد على تخفيف الألم و تساعدك على النوم بشكل أفضل. و تشمل الأدوية الشائعة لعلاج الألم العضلي الليفي مسكنات الألم و أدوية مضادات التشنجات و مضادات الإكتئاب.

مسكنات الألم

يمكن أن يكون ألم الفيبروماليجيا غير مريح و متسق بدرجة كافية للتدخل في روتينك اليومي. لذلك، من الأفضل لك أن تتحدث مع أخصائي الرعاية الصحية حول طريقة التعامل مع الألم. إذا كان الألم خفيفًا، فإن أحد الخيارات هو تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل :

  • الأسيتامينوفين.
  • الأسبرين.
  • الإيبروفين.
  • نابروكسين.

يمكن أن تساعد هذه الأدوية على تقليل مستويات الشعور بالألم، كما أنها ستساعدك على التعامل مع حالتك بشكل أفضل. و قد تساعدك أيضًا على النوم بشكل أفضل.

الأدوية المضادة للنوبات و التشنجات

كان دواء ليريكا ” بريجابالين ” و هو دواء مضاد للنوبات و التشنجات، أول دواء وافقت عليه إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية  ” FDA ” لعلاج الألم العضلي الليفي. حيث أنه يمنع الخلايا العصبية من إرسال إشارات الشعور بالألم.

تم تصنيع دواء ” جابابنتين ” لعلاج الصرع، و لكنه قد يساعد أيضًا في تقليل الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي.

مضادات الإكتئاب

تستخدم مضادات الإكتئاب مثل دولوكستين ( سيمبالتا ) و ميلناسيبران ( سافيلا ) أحيانًا لعلاج الألم و التعب الناتج عن الألم العضلي الليفي. قد تعمل هذه الأدوية أيضًا على إعادة توازن الناقلات العصبية و تحسين جودة النوم.

العلاجات الطبيعية للفيبروماليجيا

إذا لم تخفف الأدوية الأعراض تمامًا، يمكن البدء في البحث عن بدائل لها. حيث تركز العديد من العلاجات الطبيعية على تقليل التوتر و الألم. كما يمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن جسديًا و عقليًا. و يمكنك إستخدامها بمفردها أو مع العلاجات الطبية التقليدية. و تشمل العلاجات الطبيعية للفيبروماليجيا ما يلي :

  • العلاج الطبيعي الذي يحسن من القوة العضلية و يقلل من الضغط الواقع على جسمك.
  • العلاج بالإبر الصينية.
  • التدليك و المساج.
  • ممارسة تمارين التأمل.
  • اليوجا، و التي يجب أن تتعامل معها بحذر إذا كنت تعاني من فرط الحركة.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة في المنزل.
  • الإعتماد على تقنيات تقليل التوتر و القلق.
  • الإعتماد على نظام غذائي متوازن و غني بالمغذيات الدقيقة.

هذه العلاجات الطبيعية و الطرق المختلفة قد تساعدك في تقليل الشعور بالألم و الإجهاد المصاحبين للفيبروماليجيا. يمكنك الاعتماد على هذه العلاجات الطبيعية بمفردها، أو حتى اعتماد أحد هذه الطرق مع المسكنات أو الأدوية التي تقلل من أعراض الفيبروماليجيا.

ما هي أسباب الإصابة بالفيبروماليجيا ؟

حتى الآن، لا يوجد سبب واضح للإصابة بالألم العضلي الليفي. و وفقًا لبعض الأبحاث، فإن السبب الحقيقي وراء الإصابة بالفيبروماليجيا قد يكون وراثي بالأساس، و قد يكمله بعض المحفزات مثل العدوى، أو الصدمة، أو حتى الإجهاد.

تؤكد إحدى النظريات أن المخ و الأعصاب قد يسيئون تفسير إشارات الألم الطبيعية أو يبالغون في رد فعلها. حيث يصبحون أكثر حساسية لدرجة تسببهم في ألم مبالغ فيه، أو غير ضروري. قد يكون السبب في ذلك خلل كيميائي في المخ، أو حتى خلل في بعض الخلايا العصبية الموجودة في العمود الفقري.

الجينات

غالبًا ما يحدث الفيبروماليجيا في العائلات. إذا كان لديك أحد أفراد العائلة مصاب بهذه الحالة، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به عن غيرك. و يعتقد بعض الباحثون أن الطفرات الجينية قد تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الأمر. فقد حددوا عدد قليل من الجينات المحتملة التي تؤثر على نقل إشارات الألم الكيميائية بين الخلايا العصبية.

الإلتهابات

يمكن أن يؤدي الإصابة بمرض سابق إلى الإصابة بالفيبروماليجيا، أو حتى يجعل أعراضه أسوأ. تشمل حالات العدوى التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفيبروماليجيا ما يلي :

  • الإنفلونزا.
  • الإلتهاب الرئوي.
  • فيروس إيبشتاين بار.
  • إلتهابات الجهاز الهضمي، مثل تلك التي تسببها بكتيريا السالمونيلا، أو الشيجيلا.

الإجهاد

مثله مثل الصدمة، يمكن أن يكون للإجهاد أو التوتر تأثيرات طويلة الأمد على جسمك. حيث تم ربط الإجهاد بالتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالألم العضلي الليفي.

ما هي نقاط الألم المعروفة لدى مرضى الفيبروماليجيا ؟

في الماضي، كان يتم تشخيص المريض بالألم العضلي الليفي إذا كان يعاني من ألم في 11 نقطة على الأقل من أصل 18 نقطة محددة حول الجسم. لذلك، سيتأكد الطبيب المختص من هذه النقط المؤلمة و التي تشمل :

  • مؤخرة الرأس.
  • ألم فوق الكتفين.
  • ألم أعلى الصدر.
  • المرفقين من الخارج.
  • الخصرين.
  • الركبتين.

بدلاً من هذه النقاط ، قد يقوم الأطباء المختصين بتشخيص الألم العضلي الليفي إذا كنت تعاني من الألم في أربعة من مناطق الألم الخمسة كما هو محدد في معايير التشخيص لعام 2016، و ليس لديك أي حالة طبية أخرى يمكن تشخيصها أو يمكن أن تفسر الألم الواضح عليك.

ألم الفيبروماليجيا

الألم هو السمة المميزة للفيبروماليجيا. ستشعر به في عضلات مختلفة و أنسجة رخوة أخرى في جميع أنحاء جسمك. و يمكن أن يتراوح الألم من ألم خفيف إلى إنزعاج شديد لا يُحتمل تمامًا. و تشمل آلام الفايبروماليجيا الأكثر شيوعًا ما يلي.

ألم الصدر

إذا كنت تعاني من ألم الفايبروماليجيا في الصدر، فإنه قد يكون مشابه لألم النوبة القلبية. يتركز ألم الصدر المصاحب للفيبروماليجيا في الغضروف الذي يربط الضلوع بعظم الصدر. كما قد ينتشر هذا الألم إلى كتفيك و ذراعيك أيضًا. و يتميز ألم الصدر المصاحب للفايبروماليجيا بما يلي :

Advertisements
  • ألم حاد.
  • شعور بالطعن.
  • حرقان في الصدر.
  • شعور بالألم كما لو كنت لالتقاط أنفاسك، و التي تعد أيضًا من أعراض النوبة القلبية.

ألم في الظهر

الظهر هو أحد أكثر الأماكن التي ستشعر فيها بالألم. حيث يعاني معظم الناس من آلام أسفل الظهر في مرحلة ما من حياتهم. إذا كان ظهرك يؤلمك، فقد لا يكون من الواضح ما إذا كان الألم العضلي الليفي هو السبب، أو ما إذا كان سببًا آخر مثل التهاب المفاصل أو الشد العضلي.

يمكن أن تشير الأعراض الأخرى مثل ضبابية المخ، و التعب إلى الإصابة بالفيبروماليجيا. من الممكن أيضًا أن يكون لديك مزيج من الألم العضلي الليفي و إلتهاب المفاصل. كما يمكن أن تساعد الأدوية نفسها التي تتناولها للتخفيف من أعراض الألم العضلي الليفي الأخرى في علاج آلام الظهر أيضًا. و تساعد تمارين الإطالة و التقوية في دعم العضلات و الأنسجة الرخوة الأخرى الموجودة في ظهرك.

ألم في الساق

إذا كنت تعاني من الفيبروماليجيا، فقد تشعر بألم في العضلات و الأنسجة الرخوة الموجودة في ساقيك. يمكن أن يكون ألم الساق الناجم عن الألم العضلي الليفي مشابه لألم إلتهاب المفاصل أو ألم الشد العضلي. كما يمكن وصف هذا الألم بأنه ألم عميق، و قد يسبب شعور بالحرقان و النبض مكان الألم.

بالإضافة لذلك، قد يكون ألم الفيبروماليجيا في الساقين على هيئة تنميل أو وخز. و يمكن أن تشعر بثقل حركة أطرافك، كما لو كنت قد قمت بتثبيتها بأوزان ثقيلة.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالفيبروماليجيا ؟

لم تحدد الأبحاث المتاحة حتى الآن السبب الدقيق للفايبروماليجيا. لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابتك به، و التي تشمل ما يلي :

  • الجنس : حيث أن معظم حالات الفيبرماليجيا التي يتم تشخيصها تكون من الإناث. لكن حتى الآن، سبب هذا التباين غير واضح تمامًا.
  • العمر : من المرجح أن يتم تشخيصك بالفايبروماليجيا في منتصف العمر، و تزيد مخاطر الإصابة مع تقدمك في العمر.
  • التاريخ العائلي : إذا كان لديك أحد أفراد عائلتك المقربون يعاني من الألم العضلي الليفي، فهذا يزيد من نسبة إصابتك به أيضًا.

الفيبروماليجيا و المناعة الذاتية

أمراض المناعة الذاتية تعني أن الجسم يستهدف أنسجته من الداخل عن طريق الخطأ. حيث يستخدم جهاز المناعة بروتينات تسمى الأجسام المضادة الذاتية لمهاجمة المفاصل أو الأنسجة السليمة الأخرى بنفس الطريقة التي يهاجم بها عادة الفيروسات أو البكتيريا. و يعد وجود عدد قليل من الأجسام المضادة الذاتية أمرًا طبيعيًا، و لكن المستويات المرتفعة قد تشير إلى وجود مرض مناعي ذاتي.

أمراض المناعة الذاتية و الفايبروماليجيا لهم بعض الأعراض المتشابهة، مثل التعب الشديد و صعوبة التركيز. قد يكون من الصعب على الأطباء المتخصصين تحديد ما إذا كنت مصاب بمرض من أمراض المناعة الذاتية، أو بالفايبروماليجيا. لذلك، فإن الدراسات و آراء العديد من الأطباء تشير إلى أن الفايبروماليجيا يعتبر بالفعل واحد من أمراض المناعة الذاتية.

و أكدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2021، التي تم حقن الفئران بأجسام مضادة من أشخاص مصابين بالفيبروماليجيا. أن الفئرات التي تم حقنها قد بدأت تظهر عليها بعض الأعراض التي تشبه أعراض الفيبروماليجيا، مثل انخفاض القوة العضلية و زيادة الحساسية للأشياء المؤلمة ( مثل البرد أو الوخز ).

تشخيص الفيبروماليجيا

قد يقوم الطبيب المختص بتشخيصك بالفايبروماليجيا إذا كنت تعاني من ألم منتشر في أنحاء مختلفة من جسمك لمدة 3 أشهر أو أكثر في أربع من خمس مناطق محددة. و الألم المنتشر يعني أنه على جانبي جسمك، و تشعر به فوق و أسفل خصرك.

بعد إجراء الفحص الشامل، يجب على الطبيب أن يستنتج أنه لا توجد أي حالة مرضية أخرى هي المسببة لتلك الآلام. كما قد يعتمد الطبيب على إختبارات الدم المختلفة للمساعدة في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لألمك المزمن.

النظام الغذائي لمرضى الفيبروماليجيا

أفاد بعض الأشخاص المصابين بالفيبروماليجيا أنهم يشعرون بتحسن عندما يتبعن نظام غذائي معين، أو يتجنبون أطعمة معينة. لذلك، إذا تم تشخيصك بالفيبروماليجيا، فحاول إتباع نظام غذائي متوازن بشكل عام. تناول الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة و منتجات الألبان قليلة الدسم و البروتينات الخالية من الدهون. مع الإكثار من شرب الماء و تقليل كميات السكر الموجودة في نظامك الغذائي.

يمكن أن تساعدك ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة على تقليل الألم و التوتر المصاحب لحالتك. كما أنه يساعد عضلاتك على أن تصبح أقوى مع مرور الوقت. فطق قم بتنظيم وقتك و حاول القيام ببعض الأنشطة الخفيفة في منزلك.

Advertisements