تشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الزنجبيل في تقليل الإلتهابات لديه القدرة على المساعدة في التعامل مع بعض أمراض المناعة الذاتية. و يرجع هذا الأمر إلى قدرته على وقف نشاط خلايا الدم البيضاء التي تسبب الالتهابات في الجسم.
على الرغم من أن الزنجبيل يستخدم منذ زمن بعيد كعلاج منزلي لمجموعة متنوعة من الأمراض. إلا أنه لم يكن هناك الكثير من الأبحاث و الدراسات على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض المناعة الذاتية لتفسير التأثير الرائع للزنجبيل على مثل هذه الحالات المرضية المزمنة. و تقول الطبيبة كريستين ديموريل، استشاري أمراض العظام و الروماتيزم و أمراض المناعة الذاتية بكلية الطب، جامعة كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية. أنه في بعض الأحيان، لا يعرف الكثير منا الفوائد الصحية المختلفة لبعض المواد و المكملات الغذائية. و تأثيراتها الإيجابية على صحة الجسم بشكل عام.
يرجع ذلك بشكل أساسي إلى عدم إجراء الدراسات و الأبحاث الكافية فيما يتعلق ببعض هذه المكملات و الأعشاب. أو أنه لم يتم إجراؤها بدقة على الأشخاص لاستنتاج تأثيرها و فوائدها على الجسم. لكن الجديد في الأمر، أن هناك دراسات حديثة أصبحت تلاحظ تأثير الزنجبيل المضاد للالتهابات على بعض الحالات المرضية. خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، أو أمراض المناعة الذاتية. و هو ما يدعم بقوة الاعتماد على مكملات الزنجبيل في بعض الحالات المرضية لتقليل الإلتهابات و تأثيرها على الجسم.
كيف قام الباحثون بتقييم تأثيرات جذور الزنجبيل في تقليل الإلتهاباتللإلتهابات ؟
بالنسبة للدراسة التي نشرت في 22 سبتمبر من عام 2023، في مجلة JCI Insight. فقد أجرى الباحثون سلسة من الاختبارات المعملية لتقييم تأثير مكملات الزنجبيل على جهاز المناعة. و تحديدًا التأثير المباشر على نشاط خلايا الدم البيضاء. و التي تعتبر المسبب الرئيسي في هجمات أمراض المناعة الذاتية ( حيث يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة أعضاء الجسم المختلفة ).
عندما تعمل خلاي الدم البيضاء بشكل طبيعي في الجسم، فإنها تساعد الجسم على مكافحة الالتهابات و العدوى. لكن عندما تصبح هذه الخلايا في حالة من فرط النشاط في الجسم، فإنها قد تسبب الالتهاب الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بالعديد من أمراض المناعة الذاتية.
خطوات تقييم فوائد الزنجبيل في التخلص من الإلتهابات المصاحبة لأمراض المناعة الذاتية
في البداية، قام العلماء لإعطاء فئران التجارب التي كانت تعاني من أحد أمراض المناعة الذاتية التالية ( الذئبة الحمراء، و متلازمة مضادات الفوسفوليبيد ) مكملات الزنجبيل. تحتوي هذه المكملات على مادة 6 – جينجيرول، و هي عبارة عن مادة كيميائية مضادة للأكسدة موجودة في الزنجبيل. أدى ذلك إلى انخفاض نشاط خلايا الدم البيضاء في الاختبارات المعملية، و ذلك بعد أن تلقوا مكملات الزنجبيل بشكل مباشر.
بعد ذلك، طلب الباحثون من تسعة متطوعين من البشر الأصحاء تناول 20 ملليجرام من مكملات الزنجبيل يوميًا لمدة أسبوع واحد. و أظهرت الاختبارات المعملية أن المكملات الغذائية قد ساعدت أجهزة المناعة لدى المتطوعين على أن تصبح أكثر قدرة على مقاومة العمليات الخلوية التي تؤدي إلى فرط نشاط خلايا الدم البيضاء.
في الفئران و البشر، أظهرت النتائج أن مكملات الزنجبيل تمنع عملية تعرف باسم تكوين مصيدة العدلات خارج الخلية ( NET ). العدلات هي ال Neutrophils، و هي الخلايا المسؤولة عن الدفاع عن الجسم في الحالة الطبيعية، أو مهاجمة أعضاء الجسم في حالات أمراض المناعة الذاتية. تتسبب هذه الخلايا في فرط نشاط خلايا الدم البيضاء بشكل عام. مما يؤدي لتطور العديد من أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة و غيرها. يحدث هذا الأمر عندما تقوم خلايا الدم البيضاء مفرطة النشاط بمهاجمة الخلايا السليمة في الجسم، ظنًا منها أنها جسم غريب مثل البكتيريا أو الفيروسات.
و تؤكد الطبيبة كريستين ديموريل، أن فرط نشاط خلايا الدم البيضاء يتسبب في ظهور الالتهابات المرتبطة ببعض الأمراض. مثل إلتهاب المفاصل الروماتويدي، و متلازمة مضادات الفوسفوليبيد، و الذئبة، و غيرها من أمراض المناعة الذاتية المختلفة. و يمكن أن تساعد مكملات الزنجبيل على تقليل الالتهابات المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية المختلفة، مما قد يحسن من الحالة بشكل عام.
هل تناول مكملات الزنجبيل آمن ؟
على الرغم من أن هذه النتيجة رائعة و مبشرة للغاية، إلا أنها تعتبر دراسة صغيرة و ما زالت هناك حاجة للعديد من الدراسات الأخرى لمعرفة المزيد من النتائج. كما أنه ليس من المؤكد أن يكون استخدام مكملات الزنجبيل مفيد بالفعل لكل أنواع أمراض المناعة الذاتية. حيث أن هذا الأمر يحتاج للمزيد من الدراسات و الأبحاث للتأكد من فعاليته.
و يؤكد العديد من الأطباء و خبراء الصحة أن الالتهابات ليست متماثلة، و هذا يعني أن الاعتماد على الزنجبيل قد لا يكون مفيدًا بشكل عام. كما أنه قد يؤدي إلى تفاقم بعض الحالات، مثل التهاب المفاصل الصدفي و التهاب الأمعاء و التهاب الجلد.
لذلك، من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب المختص قبل البدء في إستخدام مكملات الزنجبيل لعلاج الالتهابات المصاحبة لأمراض المناعة الذاتية.
تناول المزيد من الزنجبيل في الأطعمة
يعتقد العديد من الأطباء و خبراء الصحة أن الطريقة الأكثر أمانًا لاستخدام الزنجبيل في تقليل الالتهابات إذا كنت تعاني من أحد أمراض المناعة الذاتية هي إضافته إلى نظامك الغذائي المعتاد. هذا الأمر سيجعلك تتجنب بعض الآثار الجانبية لمكملات الزنجبيل، و الاستفادة من خصائصه المضادة للإلتهابات.
يمكنك استخدام الزنجبيل في الطهي سواء كان طازج أو حتى محفوظ أو مخلل أو جاف أو مطحون. إضافة هذا الجذر الرائع إلى وجباتك اليومية سيمنحك العديد من الفوائد الصحية لجسمك بشكل عام، و للتخلص من الالتهابات أيضًا.
إذا كنت تعاني من ارتجاع المرئ، فمن الأفضل عدم الإفراط في تناول جذور الزنجبيل. حيث قد يتسبب الإفراط في تناول جذور الزنجبيل في زيادة الإرتجاع المريئي و الشعور بالحموضة. لذلك، تأكد دائمًا من استشارة الطبيب المختص قبل تناول مكملات الزنجبيل، أو حتى تناوله يوميًا في وجباتك المعتادة.