حساسية الغلوتين : دليل شامل عنه

حساسية الغلوتين : دليل شامل عنه

ما هي حساسية الغلوتين وما هي أعراضه، حيث يتكون الغلوتين من مجموعة من البروتينات الموجودة في بعض الحبوب مثل القمح، الشعير، الجاودار، و يهتبر القمح هو أكثر أنواع الحبوب المستخدمة و التي تحتوي على الغلوتين. و البروتينان الرئيسيان في الغلوتين هما غلوتينين و غليادين، و الغليادين هو المسؤول عن معظم الآثار الصحية السلبية، فعندما يختلط الدقيق مع الماء تشكل بروتينات الغلوتين شبكة لاصقة له تماسك يشبه الصمغ. هذه الخاصية هي من تجعل العجينة مرنة، و تمنح الخبز القدرة على الإرتفاع عند خبزها. كما توفر نسيج مطاطي للعجينة.

ما هي حساسية الغلوتين 

معظم الناس يتناولون الغلوتين دون حدوث أي آثار جانبية من ذلك، و لكن بعض الناس لا يتحملون تناول الغلوتين مما قد يسبب لهم بعض الآثار الجانبية بسبب حساسية الغلوتين. هؤلاء الأشخاص مثل من يعانون من مرض الإضطرابات الهضمية، حساسية الغلوتين، حساسية القمح، و بعض الأمراض الاخرى.

و تعد مرض الإضطرابات الهضمية هو أقوى أشكال عدم تحمل الغلوتين، و هو أحد أمراض المناعة الذاتية و التي تصيب حوالي 1% من السكان في العالم و قد يسبب تلف الجهاز الهضمي.

بينما هناك حوالي 0.5 – 13 % من الأشخاص حول العالم يعانون من شكل آخر من حساسية الغلوتين و هي حساسية الغلوتين غير الهضمية، و هو شكل أقل قوة من عدم تحمل الغلوتين و لكنه أيضاً يسبب مشاكل للشخص المصاب به.

أعراض حساسية الغلوتين 

ما هي حساسية الغلوتين و ما هي أعراضه

حساسية الغلوتين : دليل شامل عنه

Advertisements

وكلا الحالتين يمكن أن يسببا أعراضاً شائعة و التي ليس لمعظمها علاقة بالهضم. و فيما يلي نوضح أشهر علامات و أعراض حساسية الغلوتين أو عدم القدرة على تحمله.

الإنتفاخ

الإنتفاخ هو شعور سيء يصيب الإنسان عندما يشعر كما لو أن بطنه منتفخة أو مليئة بالغازات بعد تناول الطعام. و بالرغم من أن الإنتفاخ يعتبر عَرَض شائع للغاية و يمكن أن يكون له العديد من الأسباب و التفسيرات، إلا أنه أيضاً قد يكون علامة على عدم تحمل الغلوتين.

بل أنه يعتبر أحد أكثر الشكاوى التي يقولها من يعاني من حساسية الغلوتين أو عدم القدرة على تحمله. و قد أظهرت إحدى الدراسات أن 87% من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو لا يقدرون على تحمل الغلوتين يعانون من الإنتفاخ.

 الإسهال، و الإمساك، و الرائحة الكريهة للبراز

في بعض الأحيان يكون الإسهال و الإمساك أمراً طبيعياً، و لكنه قد يكون مصدر للقلق إذا كان يحدث بإنتظام. و لكنه قد يكون أيضاً عرض شائع لعدم تحمل الغلوتين. الأفراد الذين يعانون من مرض الإضطرابات الهضمية قد يعانون أيضاً من إلتهاب الأمعاء بعد تناول الغلوتين.

هذا يسبب الضرر لبطانة القناة الهضمية و يؤدي إلى ضعف إمتصاص المغذيات، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الإرتياح في الجهاز الهضمي و الإصابة بالإسهال أو الإمساك المتكرر.

بالرغم من ذلك فإن الغلوتين قد يسبب أعراض و مشاكل الجهاز الهضمي لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض الإضطرابات الهضمية.

يعاني أكثر من 50 % من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين من الإسهال المنتظم، بينما يعاني 25% منهم من الإمساك.

كما قد يعاني الأشخاص المصابين بمرض الإضطرابات الهضمية من لون البراز الشاحب و الباهت بسبب سوء إمتصاص المغذيات.

كما يمكن أن يسبب الإسهال المتكرر بعض المخاوف الصحية مثل فقدان الإلكتروليت، الجفاف و الإرهاقز

ألم في البطن

آلام البطن شائعة الحدوث للغاية و يمكن أن يكون لها العديد من الأسباب. كما أنه يعتبر العرض الأكثر شيوعاً لعدم تحمل الغلوتين. و يعاني حوالي 83% من المصابين بعدم تحمل الغلوتين من آلام البطن و الشعور بعدم الراحة بعد تناول الغلوتين.

الصداع

كثير من الناس يعانون من الصداع أو الصداع النصفي من وقت لآخر. و يعتبر الصداع النصفي حالة مرضية شائعة حيث يعاني العديد من سكان العالم منه.

و قد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين و عدم القدرة على تحمله قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أكثر من غيرهم. لذلك إذا كنت تعاني من صداع منتظم أو صداع نصفي بدون أي سبب واضح، فقد يكون هذا بسبب حساسية الغلوتين.

الشعور بالتعب

الشعور بالتعب هو حالة شائعة الحدوث جداً و لا يرتبط عادة بأي مرض. و لكن إذا كنت تشعر بالتعب الشديد و المستمر قم بإستشارة الطبيب لمعرفة السبب في هذا.

ذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين و عدم تحمله معرضون للإرهاق و التعب و خاصة بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.

قد أظهرت الدراسات أن 60-82 % من الأشخاص المصابين بعدم تحمل الغلوتين يعانون عادة  من التعب و الإرهاق. كما أنه بالإضافة لذلك يمكن أن يسبب فقر الدم بسبب نقص الحديد و الذي سيسبب المزيد من التعب و نقص الطاقة.

مشاكل الجلد

يمكن لحساسية الغلوتين أن تؤثر على بشرتك أيضاً. فقد تصاب بحالة جلدية حارقة تسمى إلتهاب الجلد الهربسي الشكل قد يكون أحد المشاكل الجلدية التي تظهر بسبب مرض الإضطرابات الهضمية.

كل شخص مصاب بهذا المرض بهذا المرض يكون حساس تجاه الغلوتين. و بالإضافة لذلك فقد أظهرت بعض الأمراض الجلدية الاخرى تحسناً كبيراً بعد إتباع نظام غذائي خالي من الغلوتين، و تشمل هذا الأمراض:

  • الصدفية: مرض إلتهابي في الجلد يتميز بتقشير الجلد و إحمراره.
  • داء الثعلبة: و هو مرض مناعي ذاتي يظهر على هيئة خسارة للشعر.
  • الارتيكاريا المزمنة: و هي حالة جلدية تتميز بظهور ندبات متكررة وردية اللون و حكة أو إحمرار و لكن مركزها شاحب.

فقدان الوزن غير المبرر

غالباً ما يدعو فقدان الوزن بدون سبب إلى القلق. و بالرغم من أنه يمكن أن يكون له العديد من الأسباب، إلا أن فقدان الوزن غير المبرر هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمرض الإضطرابات الهضمية.

ففي إحدى الدراسات التي تمت على المرضى المصابين بمرض الإضطرابات الهضمية فقد ثلثا الوزن في الأشهر الستة التي سبقت تشخيصهم. و يمكن تفسير فقدان الوزن بأنه بسبب مجموعة متنوعة من المشاكل الهضمية إلى جانب ضعف إمتصاص المغذيات.

 فقر الدم بسبب نقص الحديد

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد هو أحد أكثر أنواع نقص المغذيات في العالم و الذي يصيب نسبة كبيرة من سكان العالم. و يسبب نقص الحديد بعض الأعراض مثل إنخفاض حجم الدم و التعب و ضيق التنفس و الدوخة و الصداع و لون الجلد الشاحب و الضعف العام.

Advertisements

و يعاني مصابو مرض الإضطرابات الهضمية من ضعف إمتصاص المغذيات في الأمعاء الغليظة مما يؤدي إلى إنخفاض كمية الحديد التي يتم إمتصاصها من الغذاء.

و قد يكون فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من بين الأعراض الأولى لمرض الإضطرابات الهضمية و التي يلاحظها طبيبك الخاص. و تشير الدراسات إلى أن نقص الحديد قد يكون شائعاً في الأطفال و البالغين المصابين بمرض الإضطرابات الهضمية.

إضطرابات المناعة الذاتية

مرض الإضطرابات الهضمية هو أحد أمراض المناعة الذاتية و التي يجعل الجهاز المناعي للجسم يهاجم الجهاز الهضمي بعد تناول الغلوتين. و الإصابة بأحد أمراض الذاتية يجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الاخرى مثل خلل الغدة الدرقية المناعي الذاتي.

بالإضافة إلى ذلك فإن إضطرابات الغدة الدرقية يعتبر عامل خطر لتطوير بعض الإضطرابات العاطفية و الإكتئاب.

هذا يجعل مرض إضطرابات الهضم أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية الاخرى مثل مرض السكري من النوع الأول و مرض الكبد المناعي و مرض إلتهاب الأمعاء.

بالرغم من ذلك فإن حساسية فرط الغلوتين الغير هضمية لا ترتبط بزيادة خطر إضطرابات المناعة الذاتية و سوء الإمتصاص أو نقص التغذية.

آلام المفاصل و العضلات

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس تشعر بآلام المفاصل و العضلات ، و لكن هناك نظرية تؤكد أن الذين يعانون من مرض الإضطرابات الهضمية قد يكون نظامهم العصبي مفرط الحساسية أو مفرط الحركة.

لذلك فإن قدرتهم على تحمل تفاعلات الخلايا العصبية قد تكون أقل، و هي التي تسبب آلام العضلات و المفاصل. و بالإضافة إلى ذلك فإن التعرض للغلوتين قد يسبب الإلتهابات لدى الأشخاص المصابين بحساسية الغلوتين. و هذا الإلتهاب قد يسبب الألم في جميع انحاء الجسم مثل المفاصل و العضلات.

تخدر الساق أو الذراع

يعتبر إعتلال الأعصاب من الأعراض الاخرى التي يسببها عدم تحمل الغلوتين، و الذي يشمل التنميل أو الوخز في الذراعين و الساقين. و هذه الحالة شائعة في الأشخاص المصابين بمرض السكري و نقص فيتامين ب12. و يمكن أيضاً أن يكون بسبب سمية الكحول.

و مع ذلك يبدو أن الأفراد الذين يعانون من مرض الإضطرابات الهضمية و حساسية الغلوتين يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بتخدر الساق و الذراع. و بينما يكون السبب الرئيسي غير معروف، فقد ربط البعض هذا العَرَض بوجود بعض الأجسام المضادة المرتبطة بعدم تحمل الغلوتين.

حساسية الغلوتين : دليل شامل عنه

حساسية الغلوتين : دليل شامل عنه

الأعراض النفسية لحساسية الغلوتين 

الإكتئاب

يؤثر الإكتئاب على حوالي 6% من البالغين في العالم كل عام. و يمكن أن تكون أعراضه قوة و تتضمن مشاعر اليأس و الحزن.

يبدو الأشخاص المصابين بمشاكل في الجهاز الهضمي أكثر عرضة للإصابة بالقلق و الإكتئاب و ذلك مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

يعتبر هذا الأمر شائع الحدوث لدى الأشخاص المصابين بمرض الإضطرابات الهضمية، و هناك بعض النظريات التي تؤكد أن عدم القدرة على تحمل الغلوتين قد تسبب الإكتئاب و تشمل هذه النظريات:

مستويات السيروتونين غير الطبيعية: السيروتونين هو ناقل عصبي يسمح للخلايا بالإتصال ببعضها، و هو معروف بإسم هرمون السعادة و الذي يرتبط إنخفاض كمياته مع الشعور بالإكتئاب.

ببتيدات الغلوتين: تتكون هذه الببتيدات خلال عملية هضم بعض بروتينات الغلوتين، و قد تتداخل أيضاً مع الجهاز العصبي المركزي مما يزيد من خطر الإصابة بالإكتئاب.

التغيرات في بكتريا الأمعاء: قد تؤدي زيادة البكتيريا الضارة و إنخفاض كمية البكتيريا المفيدة إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي مما يزيد من خطر الإصابة بالإكتئاب.

هذا و قد أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص المصابين بالإكتئاب و الذين يعانون من عدم القدرة على تحمل الغلوتين أكدوا أنهم يرغبون في الإستمرار في إتباع نظام غذائي خالي من الغلوتين لأنهم يشعرون بتحسن. هذا بالرغم من أن أعراض و مشاكل الجهاز الهضمي لديهم قد لا تحل. و هذا يؤكد أن التعرض للغلوتين يمكن أن يسبب الشعور بالإكتئاب بغض النظر عن أعراض الجهاز الهضمي الاخرى.

القلق

القلق يؤثر على حوالي 3-30 % من سكان العالم. و هو يسمل الشعور بالقلق و العصبية و عدم الإرتياح و الإثارة. و بالإضافة إلى ذلك فهو يأتي مع الإكتئاب.

ويبدو الأشخاص المصابين بحساسية الغلوتين أكثر عرضة للإضطرابات النفسية و الهلع أكثر من الأشخاص الأصحاء.

بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسة أظهرت أن حوالي 40% من الأشخاص المصابين بحساسية الغلوتين قد ذكروا أنهم يعانون من القلق دائماً.

تشوش المخ

تشير حالة تشوش الدماغ إلى الشعور بعدم القدرة على التفكير بوضوح. و يصفها الناس على أنها حالة معروفة بكثرة النسيان، و صعوبة التفكير و الشعور بالضبابية و التشوش و التعب الذهني.

و ظهور حالة تشوش المخ هي أحد الأ‘راض الشائعة لعدم تحمل الغلوتين مما يؤثر على حوالي 40% من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين. و قد يكون سبب هذه الحالة بسبب رد فعل بعض الأجسام المضادة في الغلوتين، و لكن السبب الرئيسي غير معروف حتى الآن.

كيف تعالج عدم تحمل الغلوتين ؟

تخلص تماماً من الغلوتين من النظام الغذائي الخاص بك. حتى كميات ضئيلة للغاية من الجلوتين و التي يمكن أن تكون موجودة في الأدوية أو المكملات الغذائية يمكن أن تكون كافية للتسبب في حدوث رد فعل تحسسي في جسمك.

و القاعدة الشهيرة 20/80 و التي تقول أننا لا نأكله في المنزل و لكن نأكله خارج المنزل فقط هي فكرة خاطئة تماماً. حيث أن تناول الغلوتين من قبل المصابين بحساسية الغلوتين يمكن أن تزيد من خطر الوفاة بنسة 600% .

لذلك من الأفضل البدء في إتباع نظام غذائي خالي من الغلوتين، و الذي قد يكون صعب في البداية. و لكن لتبدأ بقراءة الملصقات على عبوات الطعام و الإبتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.

الأطعمة الغنية بالغلوتين 

القمح، الحنطة، الشعير، الخبز، المعكرونة، الحبوب، الكعك و البسكويت و المعجنات. كما أ، القمح يضاف إلى جميع الأطعمة المصنعة تقريباً. لذلك إذا كنت ترغب في تجنب الغلوتين فمن الأفضل أن تقرأ الملصقات الموجودة على الأطعمة المصنعة.

كما يجب عليك تناول الأطعمة الصحية الكاملة  لأن معظم هذه الأطعمة خالية تماماً من الغلوتين. و فيما يلي بعض الحبوب و الأطعمة الخالية من الغلوتين.

الحبوب الخالية من الغلوتين

هناك عدد قليل من الحبوب و البذور الخالية من الغلوتين بشكل طبيعي مثل:

  • حبوب الذرة، الأرز، الكينوا، الكتان، السورجم، الحنطة السوداء، الأروروت، و الشوفان.
  • و لكن إحذر من الشوفان لأنه قد يكون ملوث به، لذلك تناول الشوفان المكتوب عليه أنه خالي تماماً من الغلوتين.

الأطعمة الخالية من الغلوتين

هناك الكثير من الأطعمة الصحية الكاملة الخالية من الغلوتين بشكل طبيعي مثل:

  • اللحوم، الأسماك و المأكولات البحرية، البيض، منتجات الألبان، الخضروات،  البقوليات، الجوز، الدهون مثل الزيوت و الزبدة.
  • من الأفضل دائماً الإعتماد على الأطعمة التي تكون خالية من الغلوتين بطريقة طبيعية بدلاً من المنتجات المعالجة. لأن المعالجة قد تكون منخفضة في المواد الغذائية و مرتفعة في نسبة السكر المضاف إليها.

Advertisements