ماهو تأثير الكيتو على المخ وتأثير الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات على المخ ؟ هل سمعت من قبل عن نظام الكيتو الغذائي
ما هي الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ونظام الكيتو الغذائي ؟
بالرغم من وجود الكثير من التداخل بين النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات ونظام كيتو الغذائي . إلا أن هناك أيضاً بعض الاختلافات المهمة.
الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات :
- يتم تناول من 50 -130 جرام من الكربوهيدرات يومياً .
- لا يتم تقييد تناول البروتينات .
- قد ترتفع الكيتونات إلى مستويات عالية في الدم .
في هذا النظام الغذائي سيظل المخ يعتمد إلى حد كبير على الجلوكوز الذي يوجد في الدم لكي يحصل على الطاقة . مع ذلك ، قد يحرق المخ عدداً أكبر من الكيتونات مقارنة بالنظام الغذائي المعتاد .
نظام الكيتو الغذائي :
- يقتصر تناول الكربوهيدرات على 20 – 50 جراماً في اليوم .
- يتم تقييد تناول البروتينات غالباً .
- الهدف الرئيسي هو زيادة مستويات الكيتونات في الدم ( الكيتونات عبارة عن جزيئات يمكن أن تحل محل الكربوهيدرات جزئياً كمصدر للطاقة .
في هذا النظام تعد الكيتونات هي المصدر الأساسي للطاقة في المخ . حيث ينتج الكبد الكيتونات عندما يكون تناول الكربوهيدرات منخفض جداً .
كيف توفر الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ونظام الكيتو الغذائي الطاقة للمخ :
تمد الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات المخ بالطاقة من خلال تكوين الكيتونات في الجسم . عادة يكون الجلوكوز هو الوقود الرئيسي للمخ حيث لا يمكنه استخدام الدهون كمصدر للوقود مثل العضلات .
مع ذلك ، يمكن للمخ استخدام الكيتونات عندما تنخفض مستويات الجلوكوز والأنسولين . ينتج الكبد الكيتونات من الأحماض الدهنية .
كما يتم إنتاج الكيتونات في الجسم بكميات صغيرة عندما تصوم لساعات عديدة دون تناول الطعام مثل بعد نوم كامل ليلاَ .
مع ذلك ، يزيد الكبد من إنتاجه للكيتونات بشكل أكبر أثناء الصيام أو عندما يقل تناول الكربوهيدرات عن 50 جراماً في اليوم .
عندما يتم التخلص من الكربوهيدرات أو تقليلها ، يمكن أن توفر الكيتونات ما يصل إلى 75 % من احتياجات طاقة المخ .
تصنيع الجلوكوز :
بالرغم من أن معظم المخ يمكنه استخدام الكيتونات إلا أن هناك أجزاء تتطلب الجلوكوز حتى تعمل . في النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن توفير بعض هذا الجلوكوز بكمية صغيرة من الكربوهيدرات المستهلكة . يمكن الحصول على باقي الجلوكوز من الجسم من عملية تسمى ” تصنيع الجلوكوز ” التي تعني ” صنع جلوكوز جديد ” . في هذة العملية ، ينتج الكبد الجلوكوز لاستخدامه في المخ . يصنع الكبد الجلوكوز باستخدام الأحماض الأمينية وهي اللبنات الأساسية للبروتين .
كما يمكن للكبد أن يصنع الجلوكوز من الجلسرين ، الجلسرين هو العمود الفقري الذي يربط الأحماض الدهنية معاً في الدهون الثلاثية وهي شكل تخزين الجسم للدهون .
بعد عملية تصنيع الجلوكوز تحصل أجزاء المخ التي تحتاج إلى الجلوكوز إلى إمداد ثابت حتى عندما يكون تناول الكربوهيدرات منخفضاً جداً .
كيف يعزز نظام الكيتو الغذائي والأنظمة منخفضة الكربوهيدرات من صحة المخ
الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ونظام الكيتو الغذائي والصرع :
الصرع هو مرض يتميز بنوبات مرتبطة لفترات من الإثارة المفرطة في خلايا المخ . فقد يسبب حركات ارتجاجية غير منضبطة وفقدان للوعي . يمكن أن يكون علاج مرض الصرع صعباً جداً حيث يعاني بعض الأشخاص المصابين بالصرع من نوبات متعددة كل يوم .
بالرغم من وجود العديد من الأدوية المضادة لنوبات الصرع ، إلا أن هذة الأدوية غير قادرة على السيطرة على النوبات بفعالية في حوالى 30 % من الاشخاص المصابين . يسمى نوع الصرع الغير مستجيب للأدوية الصرع المقاوم .
قد طور الدكتور راسل وايلدر نظام الكيتو الغذائي في عشرينيات القرن الماضي لعلاج الصرع المقاوم للأدوية لدى الأطفال . حيث يوفر هذا النظام الغذائي 90 % على الأقل من السعرات الحرارية من الدهون وقد ثبت أنه يقلل من الآثار الجانبية لنوبات الصرع .
خيارات النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات ونظام الكيتو الغذائي لعلاج الصرع :
هناك أربعة أنواع من الأنظمة الغذائية المقيدة للكربوهيدرات التي يمكن أن تعالج الصرع ، على سبيل المثال :
- الكيتو الغذائي الكلاسيكي : 2-4 % من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات ، 6 – 8 % من البروتينات و 85 – 90 % من الدهون .
- نظام أتكينز المعدل : 10 % من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات مع عدم وجود قيود على على البروتين في معظم الحالات . يبدأ النظام الغذائي بالسماح ب 10 جرامات الكربوهيدرات يومياً للأطفال و 15 جراماً للبالغين .
- نظام الكيتو الغذائي متوسط السلسلة من الدهون الثلاثية : في البداية 10 % كربوهيدرات و 20 % بروتين و 60 % دهون ثلاثية متوسطة السلسلة و 10 % دهون أخرى .
- علاج انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم : 10 -20 % من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات وحوالي 20 -30 % من البروتينات والباقي من الدهون . يقتصر خيارت الكربوهيدرات على أولئك الذين لديهم مؤشر نسبة السكر في الدم أقل من 50 .
نظام الكيتو الغذائي الكلاسيكي في الصرع :
تم استخدام نظام الكيتو الغذائي الكلاسيكي في العديد من مراكز علاج الصرع . حيث وجدت الدراسات تحسناً في أكثر من نصف المشاركين في الدراسة .
على الرغم من أن نظام الكيتو الغذائي الكلاسيكي يمكن أن يكون فعالاً جداً ضد نوبات الصرع . إلا أنه يتطلب إشرافاً دقيقاً من قبل طبيب أعصاب وأخصائي تغذية . كما أن اختيارات الطعام محدودة جداً . فقد يكون من الصعب اتباع النظام الغذائي خاصة بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والبالغين .
نظام أتكينز الغذائي المعدل في الصرع :
أثبتت الدراسات أن نظام أكتينز الغذائي المعدل له فعالية كبيرة في السيطرة على نوبات الصرع لدى الأطفال المصابين بالصرع . كما أنه أثبت كفائته على الأشخاص البالغين المصابين بالصرع .
نظام الكيتو الغذائي ذو السلسلة المتوسطة من الدهون الثلاثية والصرع :
الدهون متوسطة السلسلة هي عبارة عن دهون مشبعة توجد في زيت جوز الهند وزيت النخيل . على عكس الدهون الثلاثية طويلة السلسلة فيمكن استخدام الدهون متوسطة السلسلة للحصول على طاقة سريعة أو إنتاج الكيتونات بواسطة الكبد . لذلك يعد نظام الكيتو الغذائي ذوا السلسلة المتوسطة بديلاً شائعاً للأنظمة الغذائية منخغضة الكربوهيدرات الأخرى . وأثبتت الدراسات أن هذا النظام فعال في السيطرة على نوبات الصرع .
الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ونظام الكيتو الغذائي ومرض الزهايمر :
أثبتت بعض الدراسات أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر .
فمرض الزهايمر هو أكثر أشكال الخرف شيوعاً . إنه مرض تدريجي حيث يتكون المخ من لويحات وتشابكات تسبب في فقدان الذاكرة . كما أفاد الخبراء أن مرض الزهايمر يشترك في صفات معينة مع الصرع مثل استثارة المخ التي تؤدي إلى النوبات .
أثبتت الدراسات أن الكيتونات تحمي خلايا المخ عن طريق تقليل أنواع الأكسجين التفاعلية . فهذة هي منتجات التمثيل الغذائي الثانوية التي يمكن أن تسبب الالتهابات .
كيف يعزز نظام الكيتو الغذائي والأنظمة منخفضة الكربوهيدرات من صحة المخ
الفوائد الأخرى لنظام الكيتو الغذائي والأنظمة منخفضة الكربوهيدرات للمخ :
- الذاكرة : أظهر كبار السن المعرضون لخطر الإصابة بمرض الزهايمر تحسناً في الذاكرة بعد اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمدة من 6 إلى 12 أسبوعاً .
- وظائف المخ : أثبتت الدراسات أن اتباع نظام الكيتو الغذائي يعزز من وظائف المخ .
- فرط الأنسولين الخلقي : يتسبب فرط الأنسولين الخلقي في انخفاض نسبة السكر في الدم ويمكن أن يؤدي إلى تلف المخ . فتم علاج هذة الحالة بنجاح من خلال اتباع نظام الكيتو الغذائي .
- الصداع النصفي : أثبتت الدراسات أن اتباع نظام منخفض الكربوهيدرات أو الكيتو قد يقلل من نوبات الصداع النصفي .
- الشلل الرعاش : يساعد نظام منخفض الكربوهيدرات والكيتو في التخفيف من أعراض الألم والأعراض الغير الحركية الأخرى لمرضى الشلل الرعاش .
وفقاً لهذة الأدلة فإن نظام الكيتو الغذائي أو الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات لها العديد من التأثيرات الإيجابية على المخ . لكن يجب معرفة أن هذة الحميات الغذائية ليست مناسبة للجميع لذلك يجب استشارة الطبيب وأخصائي التغذية العلاجية قبل البدء في اتباع أي من هذة الأنظمة .







