التسمم بالمنظفات الكيميائية كيف تحمي طفلك من التسمم بها؟

التسمم بالمنظفات الكيميائية

التسمم بالمنظفات الكيميائية من أخطر الأمور التي قد يتعرض لها كافة أفراد الأسرة، والأطفال بشكلٍ خاص. فهم لا يستطيعون التمييز بين النافع والضار في سنين عمرهم الأولى.

المنظفات الكيميائية عبارة عن مواد قوية، قد تكون مواد حمضية أو قلوية، أو فوسفات.

تستخدم الكاتيونات عادةً كقاتل للجراثيم أو مطهر وخاصةً في المستشفيات. أما الأنيونات فتستخدم عادةً في تنظيف السجاد.

يحدث التسمم بالمنظفات الكيميائية عندما يقوم الشخص بابتلاعها عن طريق الخطأ.

في هذا المقال سنتعرف عل بعض المعلومات الخاصة بهذا الأمر الخطير. لكن جدير بالذكر أن هذا المقال لزيادة الوعي ولا يجب الاعتماد عليه كعلاج نهائي لتسمم المنظفات، بل يجب التوجه أو الاتصال بأقرب طوارئ.

Advertisements

ما هو التسمم بالمنظفات الكيميائية

  • المنظفات المنزلية تشمل مجموعة كبيرة من من المواد الكيميائية التي  تعمل كمنظف للملابس والأطباق وكذلك الأسطح وغيرها. وتنقسم هذه المواد إلى كاتيونات، أنيونات، ومنظفات غير أيونية.
  • تسمم المنظفات الكيميائية هو تناول هذه المواد الكيميائية سواءً عن طريق الفم أو الاستنشاق أو التلامس بالجلد، قد يكون الأمر حادث، وقد يكون عن نية مسبقة أحيانًا.
  • يتم تشخيص الحالة بناءً على الحالة المرضية، ومجموعة من الأعراض والعلامات التي تشير للتسمم. وكذلك بناءً على أقوال المرافق للحالة. وقد تلجأ بعض الحالات لاستخدام الأشعة أو الاختبارات المعملية.

أسباب حدوث التسمم بالمنظفات الكيميائية

  •  يحدث التسمم بسبب ابتلاع السوائل المستخدمة في تنظيف أي أغراض منزلية. كذلك يمكن أن يصل للعين مسببًا حرقة شديدة، وقد تنتج عنه غازات يؤدي تراكمها في الجهاز التنفسي وكثرة التعرض لها إلى التسمم.
  • توجد المنظفات على هيئة سوائل أو بودرة أو على هيئة صلبة مثل أنواع الصابون المختلفة.
  • التسمم  يكون بسبب حادث كما يحدث عادةً مع الأطفال حين يبتلعون السوائل المنظفة منجذبين بألوانها الجذابة ظنًا منهم أنها نوع من الحلوى. ويحدث كذلك للكبار عند إهمال فتح النوافذ أثناء التنظيف والتعرض للمنظفات لفترات طويلة.
  • كذلك قد تتداخل هذه المواد الكيميائية مع أي أدوية يتناولها الشخص، وينتج عنه آثار جانبية غير مرغوبة وقد تكون خطيرة.

أعراض التسمم بالمنظفات الكيميائية

تختلف أعراض التسمم من شخص لآخر. فقد تكون بسيطة عند البعض أو متوسطة، وقد تكون خطيرة عتد البعض الآخر. لكن في كل الأحوال لا يجب الاستهانة بأيًا من هذه الأعراض.

يسبب التسمم بالمنظفات العديد من الأعراض في عدة أجزاء من الجسم:

الدم

  • تغير شديد في مستوى الحمض في الدم (تغير في الأس الهيدروجيني) والذي قد يؤدي لتلف كافة أعضاء الجسم.

العينان، الأذنان، الأنف، وكذلك الحلق

  • فقدان أو تشوش الرؤية، وذلك في حالة ملامسة العين للمادة السامة.
  • ألم شديد في الحلق.
  • ألم شديد وحارق في الأنف، العينين، الأذنين، الشفاه، وكذلك اللسان.
  • انتفاخ الحلق، الشفاه، وكذلك اللسان.

الجهاز الهضمي

  • وجود دم في البراز.
  • حروق، وإمكانية حدوث فتحات أو تقرحات في الحلق والمريء (أنبوب البلع).
  • ألم شديد في البطن والمعدة.
  • الترجيع، وأحيانًا يكون مصحوب بدماء.

القلب والجهاز الدوري

  • انخفاض ضغط الدم، وهو ما يتسبب في حدوث صدمة سريعة للجسم.
  • خفقان في القلب وشعور بضعف شديد.

الرئتان والممرات الهوائية

  • التنفس بصعوبة بالغة.
  • انتفاخ الحلق، وهو يسبب صعوبة في التنفس كذلك.

الجلد

  • حروق بالجلد.
  • تآكل في خلايا الجلد، أو الأنسجة الموجودة بأسفله.
  • تهيج الجلد الشديد.

تعتمد شدة أعراض التسمم بالمنظفات المنزلية على عدة عوامل:

  • المنتج نفسه، فقد يكون منتج بسيط لا يحتوي على مركبات كيميائية قوية للغاية. وقد يكون منتج قوي يحتوي على أحماض قوية تسبب التآكل مثل مادة كلوريد بنزالكونيوم، أو أوكسيد الأمين عالية السمية.
  • الكمية التي قام الشخص بابتلاعها أو استنشاقها.
  • طول الفترة التي حدث خلالها الاتصال بين الشخص والمادة الكيميائية.

العناية المنزلية في حالة التسمم بالمنظفات الكيميائية

أول أمر يجب القيام به عند الشك في حالة تسمم هو الاتصال بالطوارئ أو مركز مكافحة السموم فورًا. وحتى ذلك الحين يجب أن تأخذ في اعتبارك بعض الأمور الهامة:

  • خطأ شائع يقع به الكثير من الناس، حيث يبدو كأنه حل بديهي من وجهة نظرهم، وهو محاولة جعل الشخص يتقيأ، الأمر الذي يعطي الفرصة للمادة الكيميائية بالعودة مرة أخرى على نفس الأنسجة وتضاعف الضرر.
  • لا تجبر الشخص على التقيؤ، لكن إن تقيأ، فقم بقلب رأسه على الجنب منعًا للاختناق.
  • قم بارتداء القفازات وتخلص من الملابس التي قد تحتوي على بقايا المادة السامة.
  • تخلص كذلك من أي بقايا للمادة للسامة قد تكون عالقة بالجلد، وذلك عن طريق غسل الجلد من 15 إلى 20 دقيقة متواصلة بمياه الصنبور.
  • أيضًا أزل أي بقايا للمادة السامة من الفم إن كان الشخص قد قام بابتلاعها.
  • غسل العيون عند ملاحظة تعرضها لأي من المادة السامة، وذلك أيضًا عن طريق غسلها بالماء لمدة 20 دقيقة.
  • قم بقراءة الإرشادات على عبوة المنظف ومعرفة التعليمات الخاصة في حالة حدوث تسمم.
  • من الجدير بالذكر كذلك أن شرب اللبن لا يعالج أعراض التسمم، ولا يجب محاولة إعطاء الشخص الذي تعرض للتسمم اللبن أو الماء ما لم ينصحك مقدم الرعاية الصحية بذلك.
  • إن لم تصل النجدة، وفي حالة عدم استجابة الشخص، قم بعمل الإنعاش القلبي فورًا.

أساليب العلاج المتبعة في حالات التسمم بالمنظفات الكيميائية

علاج التسمم بالمنظفات بالمنزلية يعتمد على نوع المادة الكيميائية الموجودة في المنظف.

قد يتضمن العلاج الخطوات الآتية:

  • وضع الشخص على جهاز للتنفس وإمداده بالأكسجين اللازم لتنفسه بشكلٍ منتظم.
  • إعطاؤه بعض مسكنات الألم.
  • كذلك إمداد الشخص بالسوائل اللازمة عن طريق الوريد.
  • علاج لحروق الجلد وتهيجه إن وجد.
  • فحص الرئتين والممرات الهوائية بواسطة المنظار المخصص بذلك.
  • كذلك فحص أنبوب الطعام والمعدة بأداة تعرف بالمنظار الداخلي.

التسمم بالمنظفات قد يؤثر على صحة الشخص بشدة؛ لذا يجب التعجيل بعلاجه؛ وذلك من أجل تجنب المضاعفات الخطيرة مثل تلف الدماغ، أو أيًا من أعضاء الجسم، وقد يصل الأمر لفقدان الحياة كذلك.

من يمكنه القيام بالإسعافات الأولية في حالة التسمم بالمنظفات المنزلية 

  • على الرغم من الخطوات السابقة _التي يفترض أن يتعلمها معظم الناس لحين وصول ممثلين الرعاية الصحية_ والتي يستطيع معظم الأشخاص تعلمها والقيام بها لكن تبقى خطوات الإسعافات الأولية  من اختصاص التمريض أو مقدمين الرعاية الصحية الخاصة ببلدك.
  • عن طريق الاتصال بالطوارئ، وكذلك الاتصال بمركز السموم من أجل إنقاذ الشخص المعرض للتسمم في أقرب وقت ممكن.

عوامل الخطورة المؤدية للتسمم بالمنظفات الكيميائية

عوامل للخطورة المؤدية للتسمم بالمواد الكيميائية

عندما يتعرض شخص بالغ للتسمم بواسطة المنظفات سواءً في المنزل أو العمل، فعادةً ما يكون هذا بسبب عدم اتباع التعليمات الصحيحة في استخدام هذا المنتج.

كذلك التعامل مع المنظفات لفترات طويلة ومتتالية قد يعرض الشخص لخطر التسمم.

أيضًا قد لا يدرك البعض مدى قوة المنظف الكيميائي الذي يستخدمونه فيهملون فتح النوافذ للتهوية. وينتهي بهم الأمر إلى استنشاق كمية كبيرة من هذه المواد الحارقة.

أما الأطفال فهم الفئة الأكثر عرضة للتسمم بالمنظفات المنزلية، وذلك لأنهم قد يحاولون أكل أو شرب أي نوع من المنظفات، وذلك بالطبع عن غير علمٍ منهم بخطورته.

الأطفال أقل من عمر الست سنوات قد يخطئون السوائل ذات الألوان البراقة، أو العبوات ذات الأشكال الجميلة، وكذلك الصابون الصلب ذو الأشكال الجذابة بالمشروبات والحلويات.

لذا هم عادةً ما يقومون بابتلاع المنتجات التالية:

  • المنظفات التي تستخدم لغسل الأطباق.
  • الكولونيا والعطور.
  • كذلك منظفات الحمامات.
  • المبيضات.
  • منعمات الأنسجة.
  • وكذلك الصابون السائل البسيط.

تتلقى مراكز مكافحة السموم العديد من الاتصالات سنويًا عن حوادث تسمم الأطفال. منها 76% حوادث بسبب المنظفات السائلة، مقارنةً ب 27% حوادث بأشكال المنظفات الأخرى. عادةً ما تنصح المراكز الوالدين بحفظ المنظفات بعيدًا عن متناول الأطفال قدر الإمكان.

طرق الوقاية من التسمم بالمنظفات الكيميائية

  • يجب دومًا الحرص جيدًا عند القيام بتخزين المنظفات المنزلية، والصابون، وغيرها من المواد التي قد يقوم الأطفال بابتلاعها.
  • كذلك يجب الحرص دومًا على بقاء النوافذ مفتوحة أثناء التنظيف، وأخذ فترات راحة خلال عملية التنظيف؛ وذلك لتجنب البقاء على اتصال بالمنظفات الكيميائية لفترات طويلة.
  • الصابون، ومنتجات التنظيف، ومنتجات غسيل الأطباق، والملابس وغيرها، يجب غلق عبواتها بشكلٍ جيد، وتوضع في أماكن محكمة الغلق كذلك. فمعظم أنواع هذا المنتجات يكون بألوان وأشكال جذابة جدًا للأطفال، لكنها بالطبع خطيرة للغاية.
  • تحدث معظم الحوادث عندما ينسى البالغين المنتجات المنظفة بعد عملية التنظيف وعدم إرجاعها إلى مكانها بعد الانتهاء من التنظيف.
  • كذلك يجب التخلص من العبوات الفارغة سريعًا في القمامة، وعدم نسيانها في الأماكن التي يستطيع الأطفال الوصول إليها.

الخاتمة

التسمم بالمنظفات الكيميائية التي توجد في كل المنازل أصبح من الحوادث الشائعة، وخاصةً لدى الأطفال في سنين عمرهم الأولى عندما يبدأون في استكشاف العالم.

أصبح من الضروري زيادة الوعي بخصوص خطورة هذا الأمر، وكيفية التعامل معه بالشكل الصحيح بعيدًا عن أي ممارسة خاطئة.

قد يتعرض البالغين كذلك لحوادث التسمم بالمنظفات لعدة أسباب تتعلق ببعض العادات الخاطئة.

Advertisements

كذلك أحيانًا ما يستخدم البعض المنظفات كوسيلة لإيذاء أنفسهم؛ لذا يجب أن نكون على دراية بأعراض التسمم لنتمكن من مساعدتهم في الوقت الصحيح.

Advertisements