ما هو الرابط بين الشعور بالنوم والساعة البيولوجية واضطرابات النوم

لنوم والساعة البيولوجية

النوم هو جزء مهم من الحياة .فإذا كنت لا تحصل على القدر الكافي من النوم يمكن أن يلحق الضرر بجسمك . يوجد داخلنا جميعاً ساعة بيولوجية داخلية التي تنظم فترات اليقظة والنعاس . بشكل عام لدينا أقوى محرك للنوم بين 2 : 4 صباحاً وبين 1 :3 بعد الظهر . إذا كان نومنا كافياً فإن الانخفاضات في الساعة البيولوجية لدينا ستكون أقل حدة . بالتالي نستطيع البقاء يقظين طوال اليوم . ففي المتوسط يحتاج الشخص البالغ إلى 7-9 ساعات من النوم ، بينما يحتاج الشخص المراهق إلى 14 – 17 ساعة من النوم . إذا لم نحصل على قسط كافي من النوم أو النوم لفترات كثيرة فقد يؤثر ذلك على ساعتنا البيولوجية الداخلية . ففي هذة المقالة سنوضح لكم ما هو الرابط بين الشعور بالنوم وساعة الجسم البيولوجية واضطرابات النوم .

الساعة البيولوجية:

الساعة البيولوجية هي آلية توقيت في نظام حي يُستدل على وجودها من أجل شرح توقيت أو بعض السلوكيات والعمليات الفسيولوجية . لكن من منظور الشخص العادي فإن ساعتنا الداخلية هي المسؤولة عن تحديد الوقت الدقيق الذي تغفو فيه أو الوقت الذي تظل فيه مستيقظاً . فإن كل من دورة النوم والاستيقاظ أمراً حيوياً لمحرك النوم .

الشعور بالنوم :

إن التوازن بين النوم واليقظة ينظم البيئة الداخلية للجسم . حيث أنه مسؤول عن الحفاظ على الحموضة ودرجة حرارة الجسم وما إلى ذلك .
إن التوازن بين النوم والاستيقاظ يشبه إلى حد ما مؤقتاً داخلياً يولد ضغطاً للنوم . فيتم تحديد ذلك من خلال مقدار الوقت الذي قضيته في النوم أخر مرة بمستوى مناسب . فبشكل أساسي كلما طالت مدة الاستيقاظ كلما زادت الرغبة في إغماض العينين .

في حالة حدوث خلل لديك في دورة النوم والاستيقاظ ، يمكن أن يكون لذلك أثار كبيرة على الجسم ، على سبيل المثال :

  • الأرق .
  • النعاس أثناء النهار .
  • لا تستطيع الحفاظ على النوم .
  • صعوبة تحديد موعد النوم أو البقاء مستيقظاً .

ما الذي يتحكم في النوم ؟

يتحكم الجسر في النوم والوعي . ينتج الجزء الأوسط من المخ الدوبامين . حيث يتحكم الدوبامين في النوم أيضاً . بينما الجزء الأخر من الدماغ هو المسؤول عن دورة النوم والاستيقاظ . وهو منطقة ما تحت المهاد وهي بنية داخل الدماغ . فتعمل كل هذة الأجزاء من عقلك معاً لتساعدك في إخبارك عندما يحين وقت النوم أو الاستيقاظ .

Advertisements

إيقاع الساعة البيولوجية :

يتحكم الإيقاع اليومي في شعورك أثناء النهار . هتعمل ساعتك الداخلية على مدار 24 ساعة لكي تساعد جسمك على الدوران خلال النعاس أو اليقظة . مع ذلك ، يمكن أن تختلف هذة الإيقاعات من شخص لآخر . خصوصاً في سنوات المراهقة .
كما أن هذا الإيقاع مسؤول أيضاً أكثر بكثير من مجرد النوم . كما أنه يؤثر على عادات الأكل والهضم ودرجة حرارة الجسم ووظائف الجسم وإفرازات الهرمونات . يمكن أن تعمل ساعتك البيولوجية التي تختلف عن إيقاعك بسرعة كبيرة جداً أو بطيئة جداً مما يؤدي إلى إيقاع غير طبيعي .
فتم ربط إيقاعات الساعة البيولوجية الغير منتظمة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة مثل الاكتئاب والاضطرابات ثنائي القطب والسمنة والسكري بالإضافة إلى اضطرابات النوم الأخرى .

فإذا كنت تعاني بالفعل من اضطرابات في النوم مثل الأرق ، فقد يؤدي ذلك إلى تدهور كل شئ . حيث سيكون إيقاعك غير متزامن تماماَ . كما يمكن أن يتسبب في بعض المشكلات الصحية الخطيرة .

لذلك إذا كنت تعتقد أنك لا تحصل على قسط كافي من النوم ، فمن الأفضل استشارة الطبيب لكي تتجنب أي تأثيرات سلبية على الجسم والصحة .

اضطراب النظام البيولوجي :

إذا كنت تعاني من اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية . فمن المحتمل أن تكون أوقات نومك غير متوافقة أو لا تتبع أوقات النوم العادية في الليل .

مرحلة النوم ( الاستيقاظ المتأخر ) :

هذا النمط يتأخر لمدة ساعتين أو أكثر . حيث ينام الشخص في وقت متأخر من الليل والنوم في وقت لاحق من الصباح . كما قد يواجه هذا الشخص صعوبة في النوم . ولا يمكنه الاستيقاظ في وقت طبيعي . ويكون لديه أوقات نوم مستقرة لكن متأخرة لمدة سبعة أيام على الأقل .

إيقاع الاستيقاظ والنوم غير المنتظم :

سيؤدي ذلك إلى خروج إيقاع الشخص عن السيطرة بحيث لا يوجد نمط واضح للنوم والاستيقاظ . قد يغفو هولاء الأشخاص ويتوقفون عن طريق القيلولة على مدار 24 ساعة .

مرحلة النوم والاستيقاظ المتقدمة :

سيؤدي ذلك إلى نوم الأشخاص في وقت أبكر من أوقات النوم العادية والاستيقاظ في وقت أبكر من استيقاظ معظم الناس في الصباح .

العمل بنظام الورديات :

الأشخاص الذين لديهم جدول عمل غير تقليدي يتضمن نوبات في العمل عندما يكون معظم الناس نائمين فيمكن أن يتسببوا في هذا الاضطراب . يمكن أن يتسبب ذلك في ضعف نومك وقد يكون لديك شعور مستمر بالتعب والارهاق . يحدث هذا غالباً للأشخاص الذين يعملون في وردية أو الأشخاص الذين يعملون بين عيشة وضحاها .

إيقاع النوم والاستيقاظ غير 24 ساعة :

يمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في أن يكون وقت نوم الشخص متناسقاً في بعض الأحيان .

تشخيص الاضطراب :

توجد بعض الطرق السهلة جداً لتشخيص اضطراب النوم والاستيقاظ . يمكن القيام ببعضها في المنزل والبعض الأخر يمكنك استشارة الطبيب .

سجلات النوم :

هذا السجلات تحدد دورة نوم الشخص واستيقاظه في بيئته الطبيعية . في هذة السجلات يتم الطلب من الشخص أن يصف كيف نام في الليلة السابقة .

دراسات النوم :

بشكل عام ، يتم إجراء هذة الاختبارات في المختبر حيث ستراقب كيف ينام الشخص أثناء قياس مستويات الأكسجين . وعدد المرات التي يتوقف فيها عن التنفس ومقدار الشخير .

مقياس إبوورث للنعاس :

يعتمد هذا على استبيان حيث سيتم عمل تقييم عن استجابة الشخص ل 8 مواقف على مقياس من 0 إلى 3 . بشكل عام ستؤدي النتيجة إلى أجراء تحقيق في المشكلة .

القياس المستمر للنشاط أو الحركة بجهاز صغير يسمى Actigraphy :

هذا هو مستشعر الحركة الذي يتم ارتداؤه على الرسغ لقياس دورات النوم والاستيقاظ . فتستند هذة الدراسة إلى فكرة أن حركة المعصم ستنخفض أثناء النوم مما يسمح بقياس دورة الموم والاستيقاظ بمةوة الوقت .

كيف تساعد إيقاعك على العودة إلى طبيعته :

من الممكن ضبط توقيت ساعتك الداخلية لكن هذا صعب . يمكنك القيام بذلك عن طريق استخدام الميلاتونين أو الضوء . سيكون الضوء هو الحافز الأكثر فعالية لضبط ساعة جسمك . إذا كنت تستخدم التعرض للضوء في المساء ، فيمكنك تغيير ساعة جسمك لاحقاً . يؤدي التعرض للضوء في الصباح إلى تحريك ساعة جسمك في وقت مبكر.

قرص الميلاتونين :

الميلاتونين هو طريقة أخرى تستخدم لكي تساعد الشخص على النوم في أوقات معينة . أنت فقط تأخذ جرعة صغيرة في الماء لكي تساعد في تحريك ساعتك في وقت مبكر والمساعدة في بدء النوم .

ممارسة التمارين الرياضية :

قد تساعد ممارسة التمارين الرياضية في الصباح الباكر على مساعدتك على انتظام دورات النوم والاستيقاظ .

ما يجب أن تتجنه لكي تحافظ على إيقاعك الطبيعي :

  • يجب تجنب السجائر والكافيين والمنلهات الأخرى قبل النوم حيث يساعدك ذلك على الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء النوم .
  • كما يجب أيضاً تجنب تناول الوجبات الكبيرة والسوائل الزائدة . حيث يضمن ذلك لك عدم وجود مشاكل هضمية كالغازات والانتفاخات أو الاضطرار إلى الذهاب إلى الحمام طوال الليل .
  • خلال فترات النهار ، تجنب القيلولة حيث سيساعدك ذلك في الحفاظ على دورتك بشكل صحيح .
  • تجنب استخدام سريرك لأي غرض آخر غير النوم .

يلعب إيقاع الساعة البيولوجية دوراً كبيراً في كيفية غفوتك وشعورك . إذا كن هنام خلل في ساعتك البيولوجية فلن يكون لديك الطاقة التي تحتاج لها لكي تكمل يومك . كما قد يؤثر ذلك بالسلب على صحتك . لذلك تذكر دائماً التحدث مع طبيبك إذا كنت تشك أن لديك مشكلة في صحة نومك . كما يجب ألا تأخذ دواء بدون موافقة طبيبك الخاص .

Advertisements