من المهم تعليم أطفالك كيف يكونوا مهذبين. سواء في تعاملهم معكم في المنزل أو حتى في تعاملهم مع الآخرين منذ الصغر. و يعتقد الآباء أن التهذيب يبدأ و ينتهي بتعلم كيفية قول شكرًا، و من فضلك، و غيرها من الكلمات التي تشير إلى الثناء. أو أن الأمر يتعلق بتعلم طفلك لآداب المائدة و لا شيء آخر. لكن هذا الأمر ليس صحيحًا. فكونك أنت مهذب مع الناس يجعل طفلك يتعلم كيف يكون ودود و مهذب و متفهم و يراعي شعور الآخرين بشكل ملحوظ.
و على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنه ليس بالشيء المستحيل. بل أنه سيضمن لك أن يكون طفلك محبوب أكثر عندما يصبح أكبر سنًا. و سيجعل الآخرون ينظرون له دائمًا بكل حب و احترام. مما يساعدهم في حياتهم العلمية و العملية أيضًا.
بعض النصائح التي تساعدك في تربية طفل مهذب
نحن نعلم أن تربية طفل مهذب هو أمر مهم للغاية، و ذلك حتى يحصل طفلك على ما يحتاجه دائمًا من دعم و حب و مودة عند التعامل مع الآخرين. لذلك، سنقدم لك بعض النصائح التي تساعدك في تربية طفل مهذب.
إتخاذ قدوة حسنة
لا يوجد شيء يضاهي أن يتخذ طفلك أحد أبويه كقدوة حسنة عندما يتعلق الأمر بتعليمه القيم و السلوكيات الجيدة. الآباء و الأمهات الذين يربون أطفالًا مهذبين لا يحتاجون إلى أن يخبروا أطفالهم أن يتصرفوا بطريقة معينة. حيث أن أطفالهم سيعتادوا إظهار السلوكيات الإيجابية التي يريد الآباء رؤيتها منهم. لا يمكنك إخبار طفلك بعدم التجشؤ على المائدة، أو التعامل بلطف مع الآخرين إذا لم تتبع هذه التعليمات.
إذا قمت بذلك، فسوف ينظر إليك أطفالك على أنك شخص غريب أو أنك تنصحهم بشيء غير معتاد، و لن يأخذوا أي شيء تقوله على محمل الجد. لذلك، إذا كنت ترغب في أن يكون أطفالك مهذبين، فقد حان الوقت لأن يأخذونك كقدوة حسنة لهم. يجب أن تُظهر لأطفالك أنك تتعامل بكل أدب و احترام مع الآخرين، و سوف يتبعونك فيما تقوم به دون أن تطلب منهم ذلك.
كرر أفعالك الحسنة بشكل متواصل
إذا كنت تحاول تعليم أطفالك كيف يكونوا أكثر أدبًا تجاه الناس، فيمكنك دائمًا تدريبهم من خلال تكرار أفعالك و إخبارهم بمتابعتك حتى يتبعونك بشكل كامل. الآباء و الأمهات الذين يتعاملون مع الآخرين بشكل مهذب، سيصبح أطفالهم مهذبون أيضًا. حيث لن يصرخون في أحد المارة أو أي شخص في الشارع. و لن يقوموا بالصراخ في الخادم الذي يبذل قصارى جهده في المنزل لإرضائهم. بل على العكس تمامًا، سيصبح الأطفال أكثر هدوء و مراعاة لمشاعر الآخرين. و هكذا، فإنهم يُظهرون لأطفالهم كيف يكونوا مهذبين في كل موقف يتعرضون له.
بهذه الطريقة، سيفهم أطفالك أنهم يجب عليهم الاعتماد على السلوك المهذب بغض النظر عما يتعرضون له من مواقف. على سبيل المثال، إذا طلب الآباء باستمرار من أطفالهم وضع هواتفهم بعيدًا و التواصل مع الناس، فسيقومون بذلك بكل هدوء و اقتناع. هذا الأمر سيستمر معهم عندما يصبحون أكبر سنًا، حيث أنهم سيعتادوا الاستماع و التعامل مع الآخرين دون النظر في هواتفهم المحمولة. سيساعد هذا في أن يصبح السلوك المهذب لطفلك روتين معتاد.
قم بتعديل السلوكيات السيئة أو أعد توجيهها نحو السلوكيات الإيجابية
قد يقوم طفلك بارتكاب خطأ ما أو أن يقوم بفعل غير مهذب، فهو في النهاية طفل. و هذا الأمر يعتبر فرصة جيدة لتعليم طفلك شيء جديد و صحيح. بدلًا من أن تفقد هدوئك و توبخ أطفالك لكونهم غير مهذبين، قم بإعادة توجيههم بشكل إيجابي نحو سلوك أفضل. يمكنك أن تطرح عليهم بعض الأسئلة لمساعدتهم على تغيير سلوكهم للأفضل. تذكر دائمًا أن الهدف ليس معاقبة الطفل لكونه غير مهذب، و لكن لتعليمه أن هناك طرق أفضل للقيام بالشيء الذي يرغبون في القيام به.
على سبيل المثال، إذا كان طفلك يعاني من الرشح، اعطه منديل و أخبره بتنظيف أنفه بشكل هادئ. و إذا كان طفلك على وشك البكاء لأن صديقه أخذ منه لعبته المفضلة، أخبره أنك أعطيت الطفل الآخر لعبته ليلعب بها لفترة قصيرة من الوقت، و سيستعيدها بعد ذلك.
التحلي بالصبر
لا يمكن لأي طفل أن يتعلم كيف يكون مهذبًا في فترة قصيرة من الزمن. لسوء الحظ، فإن هذا الأمر يستغرق وقتًا و يحتاج للكثير من الصبر و الهدوء. فتعلم الأدب في التعامل مع الآخرين مثله مثل أي مهارة أخرى تعلمها طفلك، تحتاج لقترة طويلة من الزمن حتى يعتاد طفلك على التعامل بهذه الطريقة.
على سبيل المثال، فإن تعليم طفلك أن يتناول الطعام بالشوكة، أو حتى تعليمه أن يرتدي الحذاء بمفرده يحتاج للكثير من الوقت. و كذلك الأدب ف التعامل مع الآخرين، فإنه يحتاج الكثير من العمل و الصبر، و قد يستغرق الأمر بضعة أشهر أو حتى سنوات. لذلك، لا تشعر بالإحباط إذا نسي طفلك أمر ما قد علمته له، مثل أن يقول ” من فضلك ” أو أن يستأذن قبل أن يستعير أي شيء من شخص آخر. بدلاً من ذلك، قم بتذكير طفلك بلطف و هدوء حتى يعتاد على الأمر.
علمهم أن يصبحوا مهذبين حتى على طاولة الطعام
إذا كان طفلك يجلس على مائدة الطعام، فيجب أن يتعلم آداب المائدة أيضًا. علم طفلك كيف يطلب الملح، أو حتى المزيد من الطعام. و بالإضافة لذلك، يجب أن تعلمه أيضًا كيف يكون جيد مع الأشخاص و الأطفال الآخرين المتواجدين في المكان. تعلم أن تكون جادًا و جيدًا في بيتك، حتى يعتاد طفلك على هذا السلوك الجيد. شجع طفلك أن يكون طيب و محترم و هادئ في تعامله مع الأطفال و الأشخاص الآخرين.
تذكر أن الأخلاق الحميدة لا تتلاشى مع مرور الزمن، لذلك من الأفضل أن تعلم طفلك الأخلاق الجيدة و الهدوء و الأدب في التعامل مع الأطفال و الآخرين بشكل جيد. مراعاة الآخرين سيضمن لطفلك التعامل بحب و هدوء في جميع ومواقف الحياة.
