تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي على الحمل؟ وما الفرق بينه وبين الروماتيزم؟

التهاب المفاصل الروماتويدي

التخطيط لحدوث الحمل هو منحنى هام جدًا في حياة المرأة. هناك أسئلة تتكرر من السيدات في أثناء حملهن حول العالم مثل هل سأعاني غثيان الصباح الشديد؟ هل يجب أن أحصل على ولادة طبيعية أو قيصرية؟ هل أستخدم حفاضات قماشية أو حفاضات أحادية الاستخدام؟

لكن في حالة كانت المرأة تعاني التهاب المفاصل الروماتويدي، فهناك عدة أسئلة فريدة من نوعها. هل سيؤثر المرض أو الأدوية التي أتناولها على تطور نمو الطفل؟ أو ربما ستسوء أعراض المرض أثناء الحمل؟ هل سيؤثر الروماتويد على الولادة؟ هل سأكون قادرة جسديًا عل العناية بالطفل؟

مع حقيقة كون النساء يصبن أكثر من الرجال بالتهاب المفاصل الروماتويدي، يتضخم الخوف في أذهانهن؛ لذا سنعرض في هذا المقال أهم ما يجب أن تعرفه المرأة المصابة بالروماتويد التي تخطط للحمل؟

ما الفرق بين الروماتيزم والتهاب المفاصل الروماتويدي؟

بدايةً لنعرف على الفرق بين هذين المصطلحين اللذين يعتقد كثير من الناس أنهما يشيران لنفس الشيء:

  • كلمة روماتيزم لا تشر إلى مرض واحد بعينه، بل هو مصطلح شامل لعدة أمراض. الأمراض الروماتيزمية تشمل حوالي 200 نوع من الأمراض. والعامل المشترك بين هذه الأمراض أنها تؤثر على المفاصل، وكذلك على النسيج الضام.
  • الأمراض الروماتيزمية هي أيضًا نوع من اضطرابات الجهاز المناعي، والذي يعني أن الجهاز المناعي بدأ في مهاجمة الأنسجة الخاصة بالجسم ذاته.
  • تتضمن هذه الأمراض التهاب المفاصل الروماتويدي، الفايبروميالغيا، وكذلك تصلب الجلد.
  • أي إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد الأمراض الروماتيزمية.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟ وما هي أعراضه؟

هو مرض مناعي  مزمن يقوم فيه الجهاز المناعي بمهاجمة أجزاء من الجسم. يؤثر الروماتويد بشكلٍ رئيس على المفاصل، لكنه من الممكن أن يؤثر على الأوعية الدموية، العيون وغيرها من الأنسجة.

Advertisements

تتأثر المفاصل الصغيرة أولًا، مثل مفاصل أصابع اليدين والقدمين. لكن المرض بوجهٍ عام يتفاوت من شخص لآخر.

تتمثل أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي في الآتي:

  • ألم شديد في المفاصل بغض النظر عن نوع النشاط، حيث يمكن أن يحدث الألم في وقت الراحة.
  • تيبس وألم في الأطراف خاصةً في الصباح.
  • تورم المفاصل بشكلٍ كبير.
  • تعب وإرهاق غير طبيعي.

التغييرات في التهاب المفاصل الروماتويدي في أثناء الحمل

تحدث العديد من التغييرات للجهاز المناعي خلال الحمل؛ وذلك لمساعدة الطفل على التطور والنمو بشكلٍ سليم.

بعض هذه التغييرات تساهم في تحسن أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي في أثناء الحمل. وتظهر هذه التغييرات في الأمور الآتية:

1.نشاط المرض خلال الحمل

حوالي من 50 إلى 60 بالمائة من النساء اللاتي يعانين التهاب المفاصل الروماتويدي يشعرن بتحسن كبير في أعراض المرض خلال الحمل.

التحسن في الأعراض يبدأ من الشهور الأولى في الحمل ويستمر خلال الولادة كذلك. لكن، ولسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ أي النساء ستتحسن أعراض الروماتويد لديها، وأيها سيتفاقم الوضع لديها.

كما إنه من الصعب أحيانًا التفريق بين الأعراض الغير مريحة المصاحبة للحمل، وبين أعراض الروماتويد. وتتمثل هذه الأعراض المشتركة في:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • انتفاخ اليدين، القدمين، وكذلك الكاحلين.
  • آلام المفاصل، خاصة في أسفل الظهر.
  • كذلك ضيق التنفس.
  • تنميل أو الم في واحد أو اثنين من اليدين (الذي يحدث بسبب متلازمة النفق الرسغي في أثناء الحمل).

2.التأثير على استمرارية الحمل.

  • وضحت البحوث أن الإجهاض غير وارد ولم يتم ملاحظة زيادته لدى النساء اللاتي يعانين التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • لكن بعض الأدوية، وخاصةً الجرعات العالية من الستيرويدات (الكورتيزون) قد يؤدي إلى خطر نقص حجم الطفل المولود عن الطبيعي. وكذلك يزيد من خطر تمزق الأغشية المبكر.
  • كذلك النساء اللاتي يعانين نشاط كبير في مرض الروماتويد عرضة لخطر الولادة المبكرة.  وكذلك، ولادة طفل أصغر من الحجم الطبيعي.

طرق العناية اللازمة قبل الحمل

النساء المصابات بالروماتويد، عليهن مناقشة قرار حملهن مع اختصاصي أمراض الروماتيزم، وكذلك طبيب النساء قبل محاولة الحمل.

التوصيات العامة التي يجب أن تعرفها النساء اللواتي يرغبن في الحمل تتمثل في:

  • إذا كانت المرأة تتناول أدوية بوصفة طبية أو بغير وصفة طبية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، يجب مراجعة هذه الأدوية مع مقدم الرعاية الصحية الخاص. بعض الأدوية تكون آمنة أثناء الحمل وبعضها غير آمن. ويمكن للطبيب أن يصف لك بدائل أكثر أمنًا، وأن يمنع أصناف أخرى نهائيًا.
  • النساء اللواتي يأخذن الميثوتريكسات (methotrexate) يجب أن يتوقفن عن تناول هذا العلاج على الأقل لمدة شهر في حالة الرغبة في حدوث حمل. لكن الشركة المصنعة تقترح إيقاف هذا الدواء لمدة ثلاث دورات شهرية قبل الحمل من أجل التخلص من الدواء كليًا من الجسم وحدوث الحمل بأمان.
  • النساء اللواتي يتناولن الليفلونوميد (leflunomide) يجب أن يتوقفن عن تناوله قبل محاولة الحمل بسنتين على الأقل ما لم يُستخدم روتين علاجي للتخلص منه نهائيًا من الجسم. يجب أن تناقش السيدة التي ترغب في الحمل هذا الأمر مع اختصاصي أمراض الروماتيزم.

هل أنا جاهزة للحمل؟

  • تتساءل العديد من النساء عن جاهزيتها للحمل ويشعرن بالقلق الشديد حيال الأمر، خاصةً إن كن يعانين تاريخ مرضي طويل، أو يعانين أحد الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتي يتعايش معها المريض طوال حياته.
  • تتحسن أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي خلال الحمل عند معظم النساء، لكن قد تسوء الأعراض أكثر بعد الولادة. ولذلك يجب أن تستعد الأم جيدًا للتغييرات التي تحدث بقدوم الضيف الجديد، بما في ذلك النوم المتقطع، الإرهاق، التوتر، والقلق.
  • كذلك يجب الحرص على متابعة طبيب النساء، وكذلك طبيب الأمراض الروماتيزمية. كما أن الدعم من العائلة والأصدقاء المحبين سيكون ذو تأثير عظيم لمواجهة تحديات هذه الفترة.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي في فترة ما قبل الحمل وأثناء الحمل

  • بعض النساء يحتجن إلى علاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي خلال الحمل. بالإضافة إلى أن بعضهن قد تتفاقم لديهن الأعراض ولا تتحسن. لكن لا يمكن استخدام كل أدوية الروماتويد خلال الحمل. لذا يجب موازنة منفعة الدواء مقارنة بالضرر المحتمل.
  • العناية خلال الحمل في هذه الحالات تكون مشتركة بين طبيب النساء، وطبيب أمراض الروماتيزم.
  • الأبحاث عن استخدام أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي خلال الحمل لا تكون دائمًا قاطعة أو نهائية.
  • قرار استخدام نوع معين من الدواء لكل مريض يعتمد على استجابته للدواء، مدى نشاط المرض، حالته الصحية بوجهٍ عام، وكذلك بعض العوامل الفردية الأخرى.
  • على سبيل المثال، ميثوتريكسات، ليفلونوميد من الأدوية التي يجب تجنبها بالكلية أثناء الحمل، بل من قبل التخطيط للحمل بفترة؛ وذلك لتجنب خطر إلحاق الضرر بالجنين.
  • الأدوية الأخرى مثل مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) والتي من الممكن تناولها خلال فترة معينة من الحمل، ولا يمكن تناولها في الأخرى، بالرغم من أن درجة أمانها أثناء الفترة الأولى من الحمل غير مؤكدة. مع ذلك يجب تجنبها بعد 20 أسبوعًا من الحمل.
  • بالنسبة لبعض المرضى قد يفوق فوائد الدواء على أي مخاطر محتملة على الأم أو الطفل.
  • الأدوية التي من الممكن تناولها أثناء الحمل، أو تجنبها للأم التي تعاني الروماتويد هو أمر يجب النقاش فيه بين طبيب النساء، واختصاصي أمراض الروماتيزم.

التهاب المفاصل الروماتويدي بعد الولادة

  • حوالي 90% من النساء يعانين من تفاقم أعراض الروماتويد بعد الولادة، عادةً الثلاث شهور الأولى، وبشكلٍ خاص بعد ولادة الطفل الأول.
  • يقترح العديد من الخبراء البَدْء في تناول علاج الروماتويد في الأسابيع القليلة الأولى التي تلي الولادة.

التهاب المفاصل الروماتويدي أثناء الرضاعة الطبيعية

  • أعراض الروماتويد عادةً ما تتفاقم بعد الولادة؛ لذا من الصعب معرفة إن كان للرضاعة الطبيعية أي دور أو أنها قد تجعل الوضع أسوأ. لكن الرضاعة الطبيعية تمتلك الكثير من الفوائد للطفل وكذلك للأم؛ لذا عادةً ما يشجع الطبيب الأم على إتمام الرضاعة الطبيعية بلا خوف.
  • كما أنه لا يوجد أي دليل أو حالات تشير على أن التهاب المفاصل الروماتويدي قد يؤثر على إنتاج الحليب. لكن قد تشعر بعض الأمهات ببعض الألم في أثناء الرضاعة؛ وذلك إذا لم يتم التحكم بشكلٍ جيد في الروماتويد.
  • أيضًا لا يمكن أن ينتقل الروماتويد للطفل عن طريق الرضاعة كما قد تفكر بعض الأمهات.

أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي خلال الحمل والرضاعة

العديد من قيود تناول الأدوية في أثناء الحمل تنطبق أيضًا على الأم المرضعة لكن بعضها يختلف:

  • مضادات الالتهابات الغير ستيرويدية (NSAIDs) مثل الأيبوبروفين يمكن تناولها في أثناء الرضاعة.
  • الأسبرين مقبول حتى تركيز 81 مجم، لكن يجب تجنب الجرعات الأعلى من ذلك.
  • يمكن تناول البريدنيزون (prednisone) بجرعات قليلة. الجرعة الأعلى من 20 مجم، يجب أن تقوم الأم بالتخلص من اللبن المنتج خلال الأربع ساعات التالية من تناول الجرعة.
  • ميثوتريكسات، ليفلونوميد يجب تجنبهم كذلك في أثناء الرضاعة.
  • الآزوثيوبرين(Azathioprine)، هيدروكسي كلوروكوين (Hydroxychlorine)، وسلفاسالازين(Sulfasalazine)  يمكن تناولها خلال الرضاعة.
  • مثبطات عامل نخر الورم يمكن تناولها مع الرضاعة الطبيعية.
  • في حين أن هناك بعض الأدوية من غير المعلوم تأثيرها خلال الرضاعة. وتبقى المعلومات عن الأدوية خلال الحمل والرضاعة مختلفة وتحتاج للمزيد من الدراسة.

حبوب منع الحمل وأدوية التهاب المفاصل الروماتويدي

  • بعد الحمل والولادة، يبدأ التفكير في نوع مناسب من حبوب الحمل.
  • يوجد عدد كبير من أنواع الحبوب المتاحة والفعالة للمرأة المصابة بالروماتويد. كما إن معظمها آمن ولا يتأثر بأدوية الروماتويد في معظم الحالات.

هل تؤثر إصابة الأم بالتهاب المفاصل الروماتويدي عل صحة الطفل؟

  • الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي لا تعني أبدًا إمكانية حدوث مشاكل صحية للطفل. وكما يقول أحد الأطباء المعروفين “الميراث ليس مائة بالمائة” أي أن إصابة الأم بمرض معين لا يعني بالضرورة نقله للطفل.

هو نوع من الأمراض الروماتيزمية التي تؤرق العديد من الناس. ويتفاقم التفكير لدى النساء اللواتي يرغبن في الحصول على أطفال، ويخشين من عدم قدرتهن على تحمل أعباء الحمل والولادة، ويخشين كذلك على صحة أطفالهن.

يمكن للمرأة المصابة بالروماتويد أن تحصل على حمل جيد، وطفلٍ بصحة جيدة، لكنها ستواجه المزيد من التحديات أكثر من التي تواجهها الأمهات في المعتاد.

Advertisements