أساليب تعديل السلوك تهدف إلى مساعدة الفرد في اكتساب سلوكيات إيجابية جديدة لم تكن موجودة في شخصيته من خلال تقويم السلوك السيء واستبداله بسلوكيات أخرى جديدة تفيده وتشجعه على أن يكن شخصًا مقبولًا اجتماعيًا، حيث تمنح هذه الأساليب الفرد فرصة للتكيف مع محيط بيئته المدرسية أو الأسرية أو في محيط عمله، فلا تتوقف هذه الطرق العلمية المتبعة لتقويم السلوكيات الخاطئة في أفراد المجتمع على فئة عمرية محددة دون غيرها، كما أنها بحاجة إلى مختص نفسي أو أخصائي تعديل سلوك لتطبيقها بناءً على أساس علمي سليم، فإن الأمر يحتاج إلى الصبر والاجتهاد حتى يتخلص الإنسان من تلك السلوكيات السيئة، كما أنه لابد من تضافر جهود الوالدين والمعالج المختص في حالة تعديل سلوك طفل حتى تؤتي الجلسات ثمارها.
ما المقصود بتعديل السلوك
يُعرف تعديل السلوك بأنه تغيير أنماط السلوك الإنساني من خلال استخدام تقنيات التعلم، فإن السلوك الجيد يؤدي إلى الحصول على نتائج إيجابية تنعكس على حياة الإنسان وطريقة تعامله مع الأشخاص المحيطين به بالإيجاب والعكس صحيح.
ويلجأ المختصين في علم النفس إلى استخدام هذا المنهج لعلاج كلًا من الأطفال والكبار، حيث يتلقى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة أو التوحد أو نقص الانتباه جلسات تعديل السلوك والكبار أيضًا لعلاج الاضطرابات النفسية الحادة مثل اضطرب الوسواس القهري أو سلس البول أو اضطراب ما بعد الانفصال.
ولا يرتبط تعديل السلوك بالأطفال المرضى فقط، ولكن يمكن أن يكون نمط حياة مناسب للجميع، فإنه يعتمد على تقليل أو زيادة أفعال وتصرفات الأطفال أو الكبار وفقًا لعواقبها الإيجابية أو السلبية، وتستند أساليب تعديل السلوك على تفعيل مبدأ التكيف الذي يستهدف السلوكيات المرفوضة وتبديلها بسلوكيات أخرى إيجابية وذلك من خلال تطبيق خطوات معينة تعتمد على التعزيز الإيجابي الذي يقوم على مبدأ المكافآت أو السلبي الذي يرتكز على مبدأ العقاب.
ماهي أفضل أساليب تعديل السلوك عند الكبار
لا ينشد تعديل السلوك فهم أسباب استخدام الشخص هذا النمط من السلوكيات أو معرفة كيف بدأ في اتباع هذا الأسلوب، ولكنه يُركز على تغيير السلوك من خلال استخدام طرق مختلفة، تشمل:
التعزيز الإيجابي
يعد من الوسائل الفعالة في تعزيز الروابط الإيجابية بين التفكير النابع من العقل الباطن والسلوك المرغوب به، وغالبًا ما يلجأ المختصين إلى اتباع هذا النمط من العلاج من خلال عرض نموذج إيجابي للسلوك وترسيخ أثره الجيد المنعكس على الإنسان.
التعزيز السلبي
يرتكز التعزيز السلبي على تنفير الشخص من السلوك السلبي غير المرغوب فيه، والكشف عن النتائج السلبية للربط بين سلوك محدد وبين مجموعة من القيم والأفكار السلبية غير الحميدة.
العقاب
يُتبع هذا النهج باعتباره من أفضل أساليب تعديل السلوك السيئ، حيث يعمل على ترسيخ التفكير في عواقب السلوك السلبي للكبار ويناسب الصغار أيضًا.
إزالة التحسس المنهجية
عادةُ ما يستخدم هذا الأسلوب لعلاج الهلع المزمن أو ما يعرف باسم “الرهاب”، حيث يُركز العلاج على أسباب هذا الرهاب ومحاولة علاجها شيئًا فشيئًا، ومن أبرز الأمثلة التي تنطبق على هذه الحالة “الخوف من المرتفعات” حيث يبدأ العلاج مع تقديم صور للمرتفعات، وبعد أن يعتاد المريض على رؤيتها لفترة يطلب المعالج من المريض أن يُغمض عينيه وأن يتخيل نفسه وكأنه يصعد إلى مرتفع بالتدريج، وفي النهاية سيتمكن المريض من الصعود إلى المرتفعات بمرور الوقت وتحفيز العقل على تقبل الفكرة وعواقبها الإيجابية.
الفيضانات
يُقصد بالفيضانات أن تضع الشخص في موقف عصيب من أجل التخلص من مخاوف محددة، كأن تُجلس قطة في حضن شخص يهاب القطط لفترة قصيرة حتى يعتاد على ملمسها ورائحتها فيألفها، ومع تكرار هذا النمط سيتخلص من هذا الهاجس.
العلاج بالنفور
يُعد هذا النمط من أشهر أساليب تعديل السلوك المُتبعة لعلاج الصغار والكبار، فإنه يعتمد على مقابلة سلوك الفرد السلبي بحافز سلبي آخر غير مرغوب فيه، كالأشخاص المعتادين على عض أظافرهم، حيث يتم وضع مادة منفرة على الأظافر ذات مذاق سيء حتى يقلع عن فعل هذا التصرف غير المقبول أو السلبي.
الانقراض
يرمز الانقراض إلى تلاشي سلوك سيء من خلال ربطه بحدث آخر، على سبيل المثال “سماح طبيب التغذية لمريضه الذي يعاني من السمنة بتناول قطعة من الحلوى عند اتباع النظام الغذائي على النحو المطلوب، فإذا تقاعس المريض عن تطبيق الحمية الغذائية ولاحظ الطبيب زيادة وزنه قام بحرمانه من المكافأة.
أساليب تعديل السلوك
ماهي أفضل أساليب تعديل السلوك عند الأطفال
يمكن تعديل سلوك الطفل من خلال اتباع إحدى الأساليب الأربعة التالية:
- العقوبة الإيجابية: يرتكز نمط العقوبة الإيجابية على الربط بين السلوك السلبي وربطه برد فعل إيجابي يُحفز الطفل للتوقف عن تكرار الفعل السلبي، مثل طلب مساعدة الطفل في ترتيب الغرفة من أجل تصحيح سلوكه السيئ كبعثرة ألعابه على الأرض بعد الانتهاء من اللعب بها بدلًا من وضعها في صندوق الألعاب أو أن يقوم الطفل بمسح المياه التي سكبها على الأرض أو تنظيف الطاولة من الطعام الذي أوقعه أوأن يعتذر عما بدر منه من خطأ.
- العقوبة السلبية : يعتمد نمط العقوبة السلبية على تعديل الفعل السيئ من خلال حرمان الطفل من الأشياء التي يفضلها، مثل معاقبته على صراخه بصوت عالٍ بالجلوس على كرسي في أحد أركان الغرفة لبعض الوقت دون أن يحظى باهتمام أو حرمانه من لعب ألعاب الفيديو أو مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت بسبب إثارة الشغب.
- التعزيز الإيجابي: أي أن تقوم بمدح الطفل على فعل سلوك جيد كأن تقول “أحسنت، فقد قمت بأخذ صحنك إلى المطبخ دون أطلب منك فعل ذلك”.
- التعزيز السلبي: المقصود بالتعزيز السلبي أي إيقاف الطفل عن فعل سيء كأن يتوقف عن فعل أعمال الشغب بسبب صراخ والده في وجهه، فإن ردة فعل الطفل تركز على رغبته في إيقاف والده عن الصراخ، وهي ما يتسبب في ازدياد الأمر سوءًا بمرور الوقت، أو كأن يشتكي أحد الأطفال من سلوك الطفل السيئ داخل حافلة المدرسة، فتقوم أمه باصطحابه إلى الحافلة من أجل مشاهدة تصرفات ابنها الذي بدأ بالفعل في التصرف بشكل جيد حتى لا تصطحبه إلى الحافلة مرة أخرى.
أساسيات ونصائح تعديل السلوك لدى الأطفال
هناك قواعد ينصح باتباعها من أجل تطبيق أساليب تعديل السلوك بشكل صحيح، وهي:
- تحديد السلوك السلبي غير المقبول من أجل تعديله بعد التعرف على أسباب هذا السلوك، حيث تختلف سلوكيات الأطفال تبعًا للمرحلة العمرية.
- التحدث مع الطفل عن سلوكه الخاطئ، ولفت نظره في حال تكراره للسلوك المرفوض.
- التأكد من فهم الطفل للإرشادات التي توجه إليه من أجل تعديل سلوكه السلبي.
- التفرقة بين سلوكيات الطفل الخاطئة وشخصه.
- عدم توجيه العبارات المسيئة إلى شخص الطفل مثل “أنا لا أحبك” أو “أنت طفل سيء”.
- معاتبة الطفل على أفعاله السيئة بلطف مثل قول “أنت ولد ممتاز، ولكن التصرف الذي قمت به منذ قليل كان فعالًا سيئًا للغاية”.
- محاسبة الطفل على سلوكه السيئ فور ارتكابه إياه.
- يتوقف حجم العقاب على مقدار سوء تصرفه.
- عدم المبالغة في توجيه الطفل.
- تعويد الطفل على تصحيح أفعاله الخاطئة.
- الثبات على تعديل السلوك والاستمرارية دون الشعور بالضجر أو الإحباط.
حرصنا على توضيح طرق تعديل السلوك لدى الأطفال والكبار بما يساعد على تقويم تصرفاتهم الخاطئة، فإذا مررت بتجربة تعديل السلوك فإننا ندعوك إلى مشاركتنا مقترحات أخرى جديدة من خلال ترك تعليق بالأسفل
