الحفاظ على مستوى السكر طبيعي بالدم في رمضان لمرضى السكري

ضبط مستوى السكر طبيعي في الدم في رضمان مهم جدا بالنسبة لمرضى السكري يتساءل العديد من مرضي السكري هل يُمكنهم الصوم خلال رمضان أم لا ؟ خاصة أن فترة الصيام تكون كبيرة قد تصل إلي 14 ساعة يمتنع فيها عن الأكل والشراب وتناول الأدوية الخاصة بتنظيم مستوي السكر في الدم، حيث أن الصيام يُمكن أن يؤثر علي مستوي السكر في الدم ، فيجب علي مريض السكري إتباع بعض الإرشادات لتجنب التعرض علي أي مضاعفات خطيرة.

ومن المعروف أن كل مريض يختلف عن الأخر طبقاً لحالته الصحية ، فهناك حالات يسمح لها الطبيب بالصيام وحالات لا يسمح لها مثل الذين يحتاجون إلي جرعات معينة من الأنسولين أو كبار السن .

في هذا المقال سوف نقدم لكم بعض النصائح لمرضي السكري في رمضان ونصائح أيضاً للحفاظ علي نسبة السكر طبيعية في الدم خلال فترة الصوم .

 الحفاظ على مستوى السكر طبيعي في الدم في الصيام

أنواع مرض السكري

Advertisements

يوجد نوعان من مرض السكري ولكل منهما أسباب مختلفة وطرق علاج مختلفة وهما :

  • مرض السكري النوع الأول : في هذا النوع يقوم الجهاز المناعي في الجسم بإتلاف خلايا البيتا في البنكرياس ، وذلك لأسباب غير معروفة حتي الآن ، ويُصاب بهذا النوع الأطفال والشباب، ويعتمد هذا النوع في علاجة علي الأنسولين.
  • مرض السكري من النوع الثاني : في هذا النوع يتم تدمير خلايا البيتا في البنكرياس لأسباب معروفة مثل العوامل الوراثية أو السمنة، يعتمد هذا النوع علي الأدوية الخافضة للسكر ومحاولة علاج أسباب الإصابة به مثل إتباع نظام غذائي صحي لإنقاص الوزن.

هل الصوم يُمثل خطر علي صحة مريض مرض السكري ؟

يُمكن أن يؤثر الصياح خلال شهر رمضان علي صحة الإنسان ، ويجب علي مرضي مرض السكري الذين يتناولون أدوية لخفض مستوي الجلوكوز في الدم أن يستشيروا طبيبهم إذا كان الصيام آمن لهم أم لا ، ويجب أن يحدد لهم الطبيب الاحتياطات التي يجب أن يأخذوها لمنع إنخفاض أو ارتفاع مستوي الجلكوز في الدم خلال ساعات الصيام .

بعد الإفطار، قد يحتاج الجسم إلي تناول المزيد من الطعام أكثر من المعدل الطبيعي له ، مما قد يؤدي إلي ارتفاع مستوي الجلوكوز في الدم خلال ساعات الليل، لذلك سوف ينظم لك الطبيب مواعيد الأدوية وفقاً لأوقات الإفطار والسحور.

هل يجب علي مرضي السكري الصيام خلال شهر رمضان ؟

إذا كان الصيام يؤثر سلباً علي صحتك ، فيجب عليك عدم الصيام حتي لا تتعرض إلي مضاعفات صحية خطيرة ، كما تنصح الجمعية الخيرية لمرض السكري في المملكة المتحدة الأشخاص الذين يعانون من مضاعافات مرض السكري بعدم الصيام حتي لا تتعرض حياتهم للخطر .

يجب ألا يتوقف الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الأول عن تناول الأنسولين لأن هذا قد يؤدي إلي حالة خطيرة تُسمي الحماض الكيتوني السكري ( DKA ) وهي من المضاعفات الخطيرة لمرض السكري .

 

كما أن تناول الأنسولين مع الصيام قد يتسبب لك في الشعور بالخمول ، لذلك يجب علي الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الأول أن يستشيروا طبيبهم حتي ينظم لهم مواعيد تناول الانسولين وظبط الجرعات المناسبة لساعات الصيام الطويلة 

المضاعفات التي يُمكن أن تحدث لمرضي السكري خلال الصيام أثناء شهر رمضان

يرتبط الصيام خلال شهر رمضان بين مرضي السكري من النوع 1 ، وبين المصابين بمرض السكري من النوع 2 الذين ليس لديهم مستويات كافية من الجلكوز في الدم ، بالعديد من المخاطر والمضاعفات مثل انخفاض مستوي الجلوكوز في الدم بشكل خطير ( نقص السكر في الدم) ، أو الزيادة المفرطة لمستوي الجلوكوز في الدم ( ارتفاع السكر في الدم) ، الحماض الكيتوني السكري وتجلط الدم ( التخثر) .

  • نقص السكر في الدم وارتفاع السكر في الدم

نقص السكر في الدم هو انخفاض نسبة السكر في الدم تحت المستويات الطبيعية ( أقل من 70 ملجم/دسل) ، أما ارتفاع السكر في الدم هو ارتفاع نسبة السكر في الدم فوق المستويات الطبيعية ( أعلي من 200 ملجم /دسل) مما قد يؤدي إلي ظهور حالة الحماض الكيتوني السكري (DKA) لدي مرضي السكري المصابون بالنوع الأول

  • الحماض الكيتوني السكري ( DKA )

تحدث هذة الحالة الخطيرة عندما لا تحصل خلايا الجسم علي الجلوكوز الكافي لها ، فتبدأ في حرق الدهون بدلاً من الجلكوز للحصول علي الطاقة اللازمه لها ، فعندما يبدأ الجسم في حرق الدهون بدلاً من الجلكوز فإنه ينتج منتجات ثانوية والتي تُسمي الكيتونات.

تجعل الكيتونات الدم حمضياً وهذا يُمكن أن يُشكل خطراً ، خطر زيادة الحماض الكيتوني السكري قد يزداد بسبب إنخفاض تناول الأنسولين علي أساس أن تناول الطعام يقل خلال شهر رمضان بسبب طول ساعات الصيام التي قد تصل إلي 14 ساعة تقريباً .

المرضي المصابون بمرض السكري من النوع الأول الذين يصوموا خلال شهر رمضان هو أكثر الأشخاص عُرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري خاصة إذا كانوا يعانون من ارتفاع مستوي السكر في الدم بشكل متكرر قبل شهر رمضان .

وتشمل أعراض الحماض الكيتوني السكري علي :

  • كثرة التبول .
  • الشعور بالعطش الشديد ( الجفاف) .
  • آلام بمنطقة البطن .
  • القئ .
  • الغثيان .
  • الخمول .
  • نقص في الوعي .
  • عدم القدرة علي التركيز .
  • تفوح رائحة الأسيتون من فم المريض .

تُعد حالة الحماض الكيتوني السكري من الحالات الخطيرة التي تطلب التدخل الطبي السريع جتي لا تؤدي إلي الإصابة بمضاعفات خطيرة ، وأول ما يجب عليك فعله فوراً عند الشعور بهذة الأعراض هو القيام بخفض نسبة السكر العالية في الدم عن طريق تناول الإنسولين والإكثار من شراب الماء لتجنب الجفاف .

  • الجفاف وتجلط الدم ( التخثر)

الصيام خلال شهر رمضان يُمكن أن يتسبب في الإصابة بالجفاف بسبب عدم تناول السوائل ويكون الطقس شديد الحرارة ورطب ، يُمكن أن يؤدي الجفاف بعد ذلك إلي زيادة لزوجة الدم ( الالتصاق) مما قد يزيد من فرص الإصابة بجلطات الدم ( التخثر) .

لذلك يجب علي مرضي السكر الذين يصومون خلال شهر رمضان الحرص علي شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل والعصائر الطبيعية خلال الساعات من الإفطار حتي السحور حيث ذلك يساعد علي الحفاظ علي رطوبة الجسم ومنع الإصابة بالجفاف والمضاعفات التي تنتج عنه .

نصائح لمرضي السكري للحفاظ علي نسبة السكر في الدم خلال فترة الصيام في شهر رمضان

يجب علي مرضي السكري الذين يصومون خلال شهر رمضان الاهتمام ببعض النصائح حتي لا تتعرض حياتهم إلي خطر ، مثل مراقبة سكر الدم بانتظام ، التغذية المناسبة لهم ، التمارين ، كما يجب معرفة أيضاً أن الصوم لا ينصح به لجميع مرضي مرض السكري.

  • قياس مستوي السكر في الدم بإنتظام

إذا كنت مصاب بمرض السكري وتصوم خلال شهر رمضان ، فمن الأفضل أن تقوم بفحص مستويات السكر في الدم بشكل متكرر طوال اليوم .

Advertisements

فهذا الأمر هام جداً بالنسبة إلي المرضي الذين يحتاجون الأنسولين لتنظيم مستوي السكر في الدم ، فمن الأفضل فخص مستويات السكر في الدم أربع مرات يومياً علي الأقل كالآتي :

  • بين الساعة 10.00 صباحاً والساعة 11.00 صباحاً .
  • بين الساعة 3.00 مساءً والساعة 4.00 مساءً .
  • بعد 3 ساعات من الإفطار .
  • قبل السحور مباشرة .

إذا ظهرت لديك علامات نقص السكر في الدم أو ارتفاع السكر في الدم ( انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم) فمن الأفضل محاولة رجوع مستويات السكر إلي معدلها الطبيعي في الدم لمنع المزيد من المضاعفات الخطيرة .

يُمكن لطبيبك أو يقدم لك المزيد من التفاصيل حول التحكم في مستوي السكر في الدم خلال شهر رمضان ويساعدك علي فهم متي سيكون من الضروري عليك أن تفطر حتي لا تتعرض لمضاعفات مرض السكري .

  • التغذية المناسبة خلال شهر رمضان

من المفضل اتباع نظام غذائي صحي متوازن خلال شهر رمضان للجميع ، وخاصة بالنسبة لأولئك المصابون بمرض السكري أو ما قبل مرض السكري .

ننصحك باتباع النصائح التالية :

  • يجب تجنب تناول الوجبات الكبيرة في الإفطار أو الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات ، يوصي دائماً بتناول وجبات طعام بسيطة مع كمية صغيرة من الطعام الغني بالكربوهيدرات البسيطة التي يُمكن أن يمتصها الجسم بسهولة وبسرعة ، مثل الحليب والتمر .
  • كما من الأفضل تناول وجبة السحور في وقت متأخر قبل بدء ساعات الصيام بقليل ، وننصحك بتناول الكربوهيدرات المعقدة مثل خبز الحبوب الكاملة أو الخضروات ، حيث يتطلب هضم الكربوهيدرات المعقدة مزيداً من الوقت للهضم وامتصاصها مما يعطيك الطاقة واحساس الشبع لساعات أطول طوال يوم الصيام .
  • تكون الحلويات من الأطعمة الأساسية في رمضان ولكنها ليست جيدة لمستويات السكر في الدم ، إذا كنت تريد تناول الحلويات أو ” الكربوهيدرات البيضاء” يجب عليك تناول كميات صغيرة منها حتي لا يرتفع لديك مستوي السكر في الدم .
  • البروتين هو مصدر جيد للطاقة ويتم امتصاصه ببطء أكثر من الكربوهيدرات ، فيجب علي الأشخاص الذين لديهم مشاكل أو تلف بالكلي أن يستشيروا طبيبهم قبل زيادة كمية البروتين في نظامهم الغذائي .
  • يعد كل من المكسرات ، والأسماك الزيتية ، والأفوكادو ، والزيتون وزيت الزيتون مصادر ممتازة للطاقة خلال شهر رمضان كما أنها تساعد علي زيادة الكوليسترول الجيد في الدم ( HDL ) .
  • يُمكنك تقسيم وجباتك إلي 3 وجبات خلال شهر رمضان بدلاً من وجبتين .
  • تناول المزيد من المياه خلال الساعات بين الإفطار والسحور حيث يعمل ارتفاع نسبة السكر في الدم علي فقد المزيد من الماء مما يؤدي إلي الشعور بالعطش والإصابة بالجفاف مما يتسبب في جفاف الجلد وتشققه مما يزيد من الإصابة بالتهابات الجلد ، فيجب الإكثار من شرب الماء لترطيب الجسم والجلد وتجنب الشعور بالعطش خلال ساعات الصيام في شهر رمضان .
  • تجنب الإفراط في شرب الشاي والقهوة مع وجبة السحور .
  • تجنب شراب كمبات كبيرة من المشروبات السكرية مثل العصائر الجاهزة المحلاه .

ممارسة الرياضة لمرضي السكري خلال شهر رمضان

يُفضل ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي لمدة نصف ساعة من 3 إلي 4 أيام في الأسبوع في الفترة بين الإفطار والسحور ، ومن الافضل الإبتعاد عن ممارسة الرياضة العنيفة .

ويجب أن نتذكر أن حالة كل مريض تختلف عن الحالة الأخري ، يوجد حالات يُمكن أن تصوم وحالات أخري يجب عليها عدم الصيام ، وما يحدد ذلك هو الطبيب المعالج لك

Advertisements