امام الدعاة “الشيخ محمد متولي الشعراوي” ج1

لن يختلف اثنان على ان فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي واحد من الذين اضاءوا لنا الطريق وفازوا بمكانة سامية في قلوبنا 
وقد تميز الشيخ الشعراوي بدقة منطقه واحكامه وسعة علمه وادراكه واحاطته الكاملة بقضايا الاسلام و لقد لخص مهمته في الحياة بقوله:” اجاهد بكلمة طيبة احمل بها منهج الله الى الناس وهذه هي مهمتي في الحياة”



وقد كان سبيله كتاب الله الذي لا تنتهي عجائبه وقد ظل الشعراوي ينهل من كتب العلم والوانه ما يخدم هدفه في الحياة وقال في اواخر ايامه ” انا اتممت القران ولم اكمله” بمعنى انه اتم تفسير القران ولكنه لا يزال يحتوي على الكثير والكثير من المعاني التي ستظل جديدة دائما 


مولده:
ولد في منتصف ابريل عام 1911 بقرية داقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية وفي ليلى ميلاده راى خاله رؤية على موعد صلاة الفجر بان كتكوتا يخطب فوق منبر الجامع فاخبر والده بهذه الرؤية وقال ان هذه الكتكوت هو المولود الجديد الذي جاءنا الليلة فقال ابوه انه سيهبه للازهر ومن يومها اطلق على المولود “الشيخ”

الطفولة:
يحكي الشعراوي عن طفولته فيقول: “لقد تعلمنا القراءة والكتابة في الكتاتيب وحفظنا القرآن حيث كان القرآن الكريم هو ويسلتنا لتعلم القراءة والكتابة والنطق السليم وعلى يد الشيخ عبد المجيد وشيخوخته فقد كنا جميعا نهابه ونخشى عكازه والفلكة التي كان يعلقنا بها اذا لم نحفظ حفظًا جيدًا او لم ننطق نطقًا سليمًا وكان للشيخ عبد المجيد هوايات عمل اشكال من الصلصال والشعر”



التعليم:
عام 1926 التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الازهري ثم حصل على الشهادة الابتدائية الازهرية عام 1932 ودخل المعهد الثانوي وزاد اهتمامه بالشعر والادب والخطابة واختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة ورئيسا لجمعية الادباء بالزقازيق وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي والشاعر طاهر ابو فاشا والاستاذ خالد محمد خالد والدكتور احمد هيكل وفي ثورة 1919 شارك طلاب المعهد الازهري بالزقازيق وكان الشيخ الشعراوي يلقي خطبا لمناهضة الانجليز مما عرضه للاعتقال وكان رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1934


واصر والده على اصطحابه للازهر الشريف في القاهرة واشترط الشيخ على والده ان يشتري له مجموعة من امهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث الشريف كنوع من التعجيز حتى يرضى بعودته الى القرية ولكن ابوه اشترى له كل ما طلب وقال له :“انا اعلم يا بني ان جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم”



ثم التحق بكلية اللغة العربية عام 1937 وشارك طلاب الازهر الحركات الثورة ضد الانجليز وتخرج من الكلية عام 1940 وحصل على العالمية مع اجازة التدريس عام 1943


العمل:
بدأ الشيخ حياته مدرسا في معهد طنطا الازهري وتنقل بعدها في معاهد الزقازيق واسكندرية وتدرج في سلك التدريس ثم سافر الى السعودية عام 1950 مُعارًا حيث عمل مدرسا بكلية الشريعة بمكة المكرمة التابعة لجامعة الملك عبد العزيز آل سعود  
وعندما أُلغيت الكسوة التي تبعثها مصر الى السعودية الغيت البعثة باكملها 


عاد الشعراوي الى مصر عام 1959 وعين وكيلا لمعهد طنطا الديني في عام 1960 ثم مديرا للدعوة بوزارة الاوقاف عام 1961 وفي العام الذي يليه عين مفتشًا للعلوم العربية بالازهر الشريف  ثم اختاره الشيخ حسن الامأمون عام 1964 مديرا لمكتبه وبعدها بعامين سنة 1966 رئيسا لبعثة الازهر الشريف بالجزائر بعد استقلالها وانشاء مدارس التعريب لنشر اللغة العربية في الجزائر 
مكث في الجزائر حتى عام 1970 انشا العديد من الدارس وبعد عودته تمت اعارته مرة اخرى عام 1970 استاذا زائرا بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة 


وفي عام 1974 ظهر الشيخ الشعراوي لاول مرة على شاشة التليفزيون في برنامج نور على نور في ثلاث حلقات متصلة عرض فيها حادث الاسراء والمعراج باسلوب تميز بالاصالة والجودة وكان لهذا الحديث صدى واسع واتصل به معدين البرامج من اجل المزيد من الحلقات 

Advertisements



 الاعداد: سها سامي -فريق ثقف نفسك-
المصدر: قصص القرآن لـ عبد الرحيم محمد متولي الشعراوي 

Advertisements