أربع مستويات للتعامل مع الفكرة السلبية المتكررة – إرشادات رائعه لدكتور صلاح الراشد

الهدف من المقال :
لو أن فكرة سلبية تتكرر عليك، فماذا تفعل؟؟ولا تسطيع أن تتخلص منها !؟
* تأكيد على تعريف قانون الجذب الكوني
أنت تجذب ما تشعر بما تفكر فيه معظم الوقت.
* كيف يحصل الجذب؟
إن القانون ينص على أن المتشابهات يتجاذبن (هيكز)، يعني كل شيء متشابه في ذبذباته مع آخر فهو ينجذب لك؛ بمعنى آخر نبوي “ما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف” (متفق عليه). التعارف هذا يحصل بالتشابه، فهو مجند، كما في بداية الحديث “الأرواح جنود مجندة” أي مسخرة لبعض، وفقاً لتعارفها، وتعارفها هذا يحصل من خلال تشابهها، وتشابهها هذا يحصل من خلال ذبذباتها؛ فالطيبون ينجذبون للطيبيين، والخبيثون ينجذبون للخبيثين، والعقلاء للعقلاء، والجميليين للجميليين، والإيجابيين للإيجابين، والسعداء للسعداء .. وليس فقط الأشخاص ينجذبون بل الأحداث كذلك، فالسعداء يجذبون المواقف السعيدة باستمرار، والأشرار يجذبون المواقف الشريرة باستمرار، ورجال الأعمال يجذبون الصفقات باستمرار، والمدينون يجذبون ديوناً أكثر باستمرار، والشعوب المضطهدة تجذب الاضطهاد والغزو والعنف والظلم باستمرار،، وهذا حكم ثابث في الدنيا، وقانون محكم ومهيمن. ولا يمكن أن يصبح الغني فقيراً إلا إذا قام بتخفيض ذبذبات الغنى عنده، فوقتها يكون مهيئاً للفقر، ولا يمكن أن يعيش شعباً يعاني بسعادة إلا إذا رفع مستوى الذبذبات عنده فعندها يأتيه الفرج .. 
* كيف “تجذب بما تشعر”؟
إن الشعور هو مؤشر الذبذبات! لو أن شخصاً أراد أن يعرف ما إذا كانت ذبذباته نازلة أو عالية، فكيف له أن يعرف؟ ببساطة من مشاعره. لو كانت مشاعره نازلة فذبذباته نازلة، ولذا فهو الآن قريب من النوازل، والعياذ بالله، أي المشاكل والمصائب والأحداث السلبية. ولو كانت مشاعره عالية، مبتهجة وسعيدة وممتعة، فذبذباته عالية، ولذا فهو قريب من جذب الأحداث العالية: الغنى والصحة والجمال وطول العمر والسعادة والتوفيق .. فمشاعرك هي التي تحدد ذبذباتك، وذبذباتك هي سبب الجذب في هذا العالم الدقيق.
إن تفكيرك هو الذي يحدد اهتماماتك. لو أن شخصاً كانت كل تركيزه حالياً ذلك المدير المتسلط عليه فسوف تكون مشاعره مشاعر الاضطهاد والضحية والظلم، لذا فهو سوف يجذب ظلماً واضطهاداً أكثر. لو أن شعباً يشعر بالضحية والظلم والمضرة فسوف يجذب من ذلك أكثر. وكل شعور بالحرمانية فسوف يجذب حرمانية أكثر.
لو افترضنا أن شخصاً يفكر في الحصول على بيت، فهذه الرغبة جيدة، وهي تجذب، لكنه لو كان يشعر بالحرمانية من أن ليس له بيت، فهذا سوف يجذب حرمانية من البيت أكثر. لو أن امرأة ترغب الزواج، وهي تشعر بالحرمانية من الزواج خاصة وأن صديقاتها أو أخواتها تزوجن مثلاً، فهذه سوف تجذب حرمانية من الزواج أكثر، وهكذا.
فالمهم الشعور مع التفكير، لأن العقل خداع، لكن المشاعر صادقة. إن غالب الناس يعيش وهم فكري كاذب وخادع، والدليل مشاعره. لو كان كما يقول لسعد، لكنه يقول شيئاً وهو يفكر في غيره. لهذا قلت مراراً أن “التفكير الإيجابي” فقط لا يعمل. بل أحياناً قد يكون خداعاً، وهو ما يقول به كثير من المشايخ والمدربين والدخلاء على التنمية الذاتية اليوم، يحاولون يشيعون “التفكير الإيجابي” غير الصادق. وأنا طبعاً أقصد كمنهجية، وإلا كتكتيك فلا بأس، كما سأشرح لاحقاً بإذن الله، ولذا استخدمته في إصدار “التفكير الإيجابي” سابقاً. لهذا فأنت تحصل في الحياة على الناس والأشياء والأحداث المتواكبة والمتوازية في ذبذباتها معك.
وماذا أعمل عندما تأتيني مشاعر سلبية؟
عالجها فكرياً. أنتبه أن البداية الفكرة، ثم تتجلى كمشاعر، ثم تتجلى مادياً كمرض أو كارثة أو صحة أو نجاح فكرة ==> مشاعر ==> عرض ==> واقع مادي
كيف أعالجها فكريا؟
هناك أربع مستويات لعلاج الفكرة. اعمل بها وفقاً للتسلسل التالي:
(1) أطرد الفكرة
غالب الأفكار السلبية ممكن السيطرة عليها من خلال طردها فقط. لا يعقل أن تناقش 30,000-40,000 فكرة يومياً، فهذا متوقع ما يأتي للإنسان يومياً من أفكار سلبية، لو قلنا أن معدل الأفكار 50,000-60,000 فكرة يومياً، 80% منها سلبي. فقط التركيز على ما تريد وما تقوم به للوصول لما تريد يكفي لعلاجها. عند هذا الحد يتوقف التفكير الإيجابي، وجل كلام المشايخ ورجال الدين بما فيهم القس نورمان فينسينت بيل، صاحب الكتب الشهيرة في التفكير الإيجابي، وأول من نشر هذا الفكر بقوة. وهو كذلك كلام المشايخ الكثر على الفضائيات، وهو لاشك إيجابي، وجيد، وأفضل من البقية التي تدعو للسلبية والعداء والكراهية والفكر العنفي المرضي. لكنه مع ذلك مستوى أول، وقد لا يحل المشكلة.
مثال: تتراودني فكرة الخجل في التحدث أمام الآخرين. ركز على الموضوع الذي تود التحدث عنه. ركز على رسالتك التي تود قولها. مثال 2: تراودني فكرة باستمرار أني لن أتزوج. خذ وقتاً واكتب على ورقة مواصفات الزوجة التي تريد. استشعر ارتباطك بها، بالصورة والصوت والحس. هذا الأسلوب من المفروض أن تسلكه مع معظم الأفكار السلبية اليومية، بالذات في العمل والاحتياج للتركيز وفي جلسات التأمل والاسترخاء .. الخ
(2) ناقش الفكرة
ليست كل الأفكار ستزول بالصد أو التركيز على شيء آخر. إن بعضها يحتاج لما هو أكثر، فقد تكون ذبذباتها قوية كونها مهملة منذ فترة. لو أن شخصاً أهمل نفسه، من خلال، مثلاً، الارتباط بجماعة سلبية تكفيرية أو طائشة أو عنصرية أو طائفية أو قبلية أو شللية، ولفترة طويلة، فهذا يحتاج أكثر من إعادة تركيز. إن هذا الشخص لديه كم هائل من الذبذبات الضارة؛ لذا فبعض الأفكار ستطارده زمناً حتى يعيد توازنه للأصل، والأصل طيب دائماً وفي الكل. ومناقشة الفكرة هو برؤية سخافتها، فكل فكرة سلبية سخيفة وضعيفة، وتحتاج الكثير من الطاقة لتبقى سلبية، وهنا يأتي دور التعزيز المشاعري والتقليدي والعرفي والعنصري وغيره لإبقاء القوة للفكرة. كفكرة مثلاً “إني أصيل، وهؤلاء غير أصيليين”. ليش الأخ جاي من المريخ؟ أمك حورية؟ جدك كان طوله ألف قدم؟ أبوك كان يخرج في الحمام ذهباً؟!
 (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ، كانا يأكلان الطعام، انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة/75). 
ومن يأكل الطعام يحتاج للذهاب لمكان معين! عرفت؟ ما الذي تحتاجه لنبين لك سخافة فكرتك؟! ناقش الفكرة السلبية. مثال: شخص لديه فكرة الخوف من الموت. إذا كان عربياً مسلماً فلا عتب؛ لأن جماعة التخويف بالله وآياته شغالون عليه ليل نهار في الفضائيات والإذاعات حتى صار هو يرتاح للرعب والتخويف. يعني لو وضعته في مكان سعيد فسوف يشعر بالتأنيب أو بالتفاهة وأن لا معنى للحياة!! عندما ترعبه وتخوفه من الوعيد يشعر بالارتياح المؤقت، رغم أنه بالعموم غير سعيد. 
لم ألتقي بعد بشخص متدين سعيد وصحيح الجسد وناجح (لا أقصد مؤمناً أو مسلماً أو من يتبع الدين الصحيح، إنما متدين، أي مقلد، تبع لرجال الدين). فلو كانت هناك فكرة الخوف من الموت وكانت متكررة فناقش الفكرة. فكرة الخوف من الموت سخيفة وتحتاج من الشيخ أن يبكي أو يعلي صوته أو يستشهد بآيات كثيرة وأحاديث ثلاثة أرباعها ضعيفة ليصل لتخويفك! إذا كنت مؤمناً متديناً، وتؤمن بأن الله سبحانه – حاشاه – سيدخل الغالبية العظمى من الناس النار، وأن غالب المؤمنين عصاة، وسوف يعذبون، فلما الخوف من الموت وقد وعدك أنت المؤمن صاحب الجماعة الناجية العطايا الكثيرة؟! المفروض أن ترغب في الموت أصلاً
لما جاء جون جريندر (مؤسس البرمجة اللغوية العصبية) بدعوة مني للمنطقة للتدريب، سألني قبل أن يبدأ قائلاً: نحن في أمريكا وكذا في أوربا لدينا مشكلة نحن الغربيين، من كوننا نعاني فصام المعاني: حياة موت، دنيا آخرة، صح خطأ، طبعاً هذا ليس موجوداً عندكم هنا صح؟ كونكم يعني أكثر تديناً؟! ضحكت، وقلت له: هنا أضربها بعشرة. عالمنا هنا لا يعرف ما تتكلم عنه. أنت تتكلم عن معنى كان عند محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والأنبياء، وأريوس المفكر الكبير والموحد العظيم في أوربا. أما هنا فنتاج تخلف دام ألف سنة! إذا لم تكن تتحدث مع صحابي أو تابعي فمن رأيي أن تخفف الحديث عن هذا الموضوع، خاصة وأن الدورات هذه كانت تطرح لعامة الناس وليس بالضرورة المستنيرين منهم اليوم (كطلبتنا في النادي). إن الإيجو يعيش في فكرة الموت. ليس هناك فرق بين الموت والحياة. ليس عكس الحياة الموت. عكس الموت الميلاد. عكس الآخرة الدنيا. الحياة ليس لها عكس. الحياة موجودة أمس واليوم وغداً. الحياة موجوة في الدنيا وفي الموت وفي الآخرة. الحياة حياة، ليست مقارنة مع أي شيء آخر. عندما تموت أنت حي. عندما تبعث أنت حي. أنت الآن حي. أنت قبل أن تأتي للحياة كنت حياً. ناقش الفكرة بكل تفاصيلها السخيفة. انسفها من بكرة أبيها، وانسف معها مليون موعظة سخيفة مثلها. كن حياً. عش اللحظة. اللحظة هي الشيء الخالد الأبدي الأزلي. كن حاضراً. كن واعياً. بالوعي تنسف هذه الأفكار السخيفة
مثال آخر: ما زالت فكرة الخوف من التحدث مع الآخرين أو أمامهم ملازمة. حاولت التركيز على المادة أو الموضوع، حاولت التركيز على تجهيزاتك للشرح .. الخ، لكن الفكرة لا تزال تراودك من أن  تتوقف أو تحرج أمام الآخرين ..الخ. ناقش الفكرة. واجه الإيجو. فكرة أن شخصاً يتوقف أمام الناس من الحرج مهلكة له ومقللة من مكانته، فكرة سخيفة وغبية ونازلة. (قال رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي. واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري) (طه/25-30). فموسى، عليه السلام، كان يعاني من الرهاب الاجتماعي (رهاب التحدث أمام الجماهير أو المسؤولين)،
ولذلك طلب أن يكون أخوه المتحدث بدلاً منه لأنه عندما يتحدث في مثل هذا الموقف ينعقد لسانه، ولا يفقه الناس قوله، ولذا كان فرعون يعيب هذا عليه، فيقول: (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين، ولا يكاد يبين؟) (الزخرف/52). أي لا يكاد يبين في قوله وحديثه، فهو يتأتأ عند الحديث. فهل موسى عليه السلام عابه ذلك؟ بل هذا رجل بمليار رجل اليوم لا يحسن الحديث أمام الجماهير. وهو من أولي العزم، واحد من أفضل وأوعى وأكرم خمسة في تاريخ البشرية. الشيخ جابر الأحمد – رحمه الله – كان يعاني من الرهاب الاجتماعي، ويتجنب التواجد الاجتماعي والجماهيري، ومع ذلك كان من أفضل حكام الكويت، وفي فترته تأسست الدولة المؤسسية للكويت وأنشأت جل مؤسساتها الحالية
فكرة سخيفة تلك. تحدث. احرج. اخجل. ثم اذهب عش حياتك عظيماً، لا قيمة للمتحدثين المبهرين بالضرورة. هذا نجاد وهذا المالكي، أسوأ سياسيين عرفهم تاريخ المنطقة، ومع ذلك مبهرين في التحدث. هذا صدام، كان يسحر الجماهير في حديثه، وهو يقول أسخف كلام، وما يقبل كلامه إلا السفهاء. معظم “رجال الدين” متحدثون مبهرون ومع ذلك يقولون كلام لا علاقة له مع منهجية الأنبياء. معظم شعر العرب قوي، ومؤثر، مثله مثل ما تقوله قنوات الشعر، وهو كلام سخيف، ومضيعة للوقت والطاقة، وخسارة للأموال، لو صرفت في صندوق للبحث العلمي أو الأدبي لكان أنفع وأنجع. من السخافة أن تعتقد أن الكلام القوي المبهر للجماهير مهم. مثل هذا الاعتقاد الذي يسود غالب المتحدثين والمتدينيين اليوم من أن القوة في امتلاك السلاح النووي والذري والبيولوجي. هل هناك سخافة أكثر من ذلك؟ لو وجدت لاستخدمت في سحق الشعوب لبعضها البعض؛ لأنها شعوب مستوى وعيها نازل أصلاً.
ناقش الفكرة. اجلس واعمل خارطة ذهنية لها، تحدث فيها مع مختص أو مستنير، أو شخص مقياسه فوق 500 على هاوكينز. تذكر: كل فكرة سلبية (وتعرف هذا من المشاعر السلبية) سخيفة
(3) تخيل الفكرة
لو افترضنا أنك حاولت التركيز على شيء آخر وصد الفكرة لكن دون جدوى فهي تتكرر، وحاولت مناقشتها وتفنيد سخافتها لكنها ما زالت مصرة ومتكررة. ربما أكثر من 80% من الأفكار السلبية تتغلب عليها بالصد وإعادة التركيز، والبقية ربما تتغلب عليها في مناقشة الفكرة، أي مثلاً 95% أو أكثر. البقية الباقية ربما عليك مواجهتها. المواجهة هي بتوقع الأسوأ أو عمل السيناريو. قم بتخيل ما تخاف منه أو تخشاه. شاهده بالكامل دون أية مبالغات أو مشاعر مضافة. فقط واجه. لا تُحسِن في المشهد، لا تجعله إيجابياً، لا تغير شيئاً، فقط واجه الأسوأ. بعد أن تتم العملية كاملة أذهب وعش حياتك. قل لعقلك الباطن: خلاص نفذناه. في الواقع هذه العملية تمت في العالم الافتراضي (فيرتشوال). الآن لا داع للفكرة لأن تتكرر لأنها تمت. 
تخيلها كما تأتي في ذهنك وفق ما تريد هي لا ما تريد أنت. بعدما تتم، خذ نفساً ثم انساها. مثال: شخص تأتيه فكرة أنه من الممكن أن يفصل من عمله. هذه الفكرة متكررة، وهو حاول تجنبها دون جدوى، وناقش الفكرة السخيفة هذه؛ لأن الأرزاق مضمونة، لكن دون جدوى. هنا: يعيش الفكرة، الذي طلع معه: أن المدير دعاه، ثم أخبره أن سياسة الشركة في تخفيض عدد الموظفين، وأنه للأسف أحد اختيارات هذا التخفيض،وبعدها خسر الوظيفة، وصار يبحث عن وظيفة دون جدوى، ثم خسر عائلته، وتزوجت حبيبته زوجته من غيره، وصار لا يرى أولاده بسهولة، وتدمرت حياته .. بعدما تنتهي من هذه الدراما السخيفة تنفس واستمر في العيش في حياتك. لا تخاف من مواجهة المخاوف، استسلم تماماً.
عندما تستسلم تماماً فقط ستشعر بالراحة. هناك فقط ستجد معنى التسليم، ليس ما يقوله لك الوعاظ من أنه إجبار النفس وأنه التوكل، بل هو يسد ما يشوب التوكل، كما قال العلامة شيخ الإسلام عبدالله الهروي في “منازل السائرين”. والتسليم هو الرضى بالقضاء وضع له الإمام ابن القيم شرطاً في “مدارج السالكين” ألا يكون برغبة، أي لا تطلبه، بل تسلم متى ما تكرر التواجد دون رغبة منك. والقصد أن تقصد التسليم للفكرة متى ما أرادت أن تتجلى (أي تتواجد)، فأوجدها في العالم الافتراضي، وبذلك تكون هي حققت هدفها وأنت خلصت من التصادم معها. بهذه الطريقة تقضي على أكثر من 99,99% من الأفكار السلبية
تذكر أن الفكرة عندما لا تعطى الأهمية تفقد طاقتها. إن الفكرة تتغذى من الاهتمام. إن هذا الموضوع بدر لما كنا نجهز مادة “الإيجو” للمنهج المتقدم في نادي جوي12 فطرحت هذه الفكرة. أحياناً تأتينا – جميعاً – بما في ذلك أنبياؤنا وعلاماتنا – أفكار سلبية في أذهاننا. قد يكون سببها برمجة في طفولة أو واقع أو تكون بسبب ما نتعرض له باستمرار. خذ مثلاً: إن النبي عندما يكون في قومه فإن أكثر بلاءته من قومه؛ فالناس دائماً ضد فكرة التجديد، والنبي أو العلامة هدفه الرئيس هو التجديد وكسر سيطرة الفكر المتسلط. في الغالب هو يواجه تيار ضخم من القبلية (كما في حال النبي محمد صلى الله عليه وسلم) أو الشللية (كما حال قوم نوح عليه السلام) أو الحزمة المتدينة (كما حال النبي عيسى عليه السلام)، لذا كانت الحلول متنوعة بحسب قوة البرمجة من عدمها وبحسب قوة التوتر. لكني لا أرى أنه من المناسب طرح المستوى الرابع على الكل، قد نحتاج شخص على الأقل عدى المنهج التأسيسي الذي ندرسه في النادي. في المنهج أناقش الفلسفة العميقة وراءها، وبعض التطبيقات العملية، كما أضيف المستوى الرابع له. وقد لا تحتاج له في معظم حياتك على أية حال

د . صلاح الراشد

Advertisements