تطور خريطة العالم عبر العصور

رسم الخرائط وتطور خريطة العالم يعتبر جزء لايتجزأ من التاريخ البشري منذ آلاف السنين .كان الأنسان في الماضي لديه الحس لتمثيل عالمه بأي وسائل كانت سواء كان النحت على الجبال أو الرسم على جدران الكهوف ،وذلك برسم بعض المعالم والطرق والأتجاهات والمسافات بين المعالم التي يعيش فيها لكي يتمكن من التنقل والترحال . تمثل الخرائط خطوة هامة جدا في التطور الفكري للأنسان وهي بمثابة سجل لتقدم المعرفة للجنس البشري ، والتي يمكن أن تنتقل من جيل إلى أخر .

كانت الخرائط في الماضي كتلة مشوهة غير واضحة المعالم والتفاصيل ، مرت القرون وأصبحت الخرائط اكبر وأكثر تفصيلا وأكثر دقة 

 القرن السادس قبل الميلاد 



 الخريطة التي مازالت باقيه في العالم  إلى الأن هي خريطة أنشأت من قبل البابليين من 600 سنة قبل الميلاد .قاموا برسم الخرائط على ألواح من الطين ، رسموا اليابسة بشكل دائري تحيط بها المياة وتضم هذه اليابسة مدن مثل اشور، ارارات وغيرها .يمر باليابسة “نهر المر” وحول اليابسة سبع جزر كالنجوم تطوق اليابسة . غفل البابلييون عمدا عن تمثيل شعوب أخرى مثل الفرس والمصريين حيث كانت لهم شهرة كبيرة لدى البابلييون . 

القرن الخامس قبل الميلاد 


 

هنا أصبحت الخريطة أفضل وأوضح لمعالم كثيرة ، رسمت الخريطة بشكل دائري وأظهرت الأراضي المعروفة في العالم مجمعة حول بحر ايجة في مركز – أناكسيماندر . كان يحيط كل هذا المحيط .  

القرن الرابع قبل الميلاد 

Advertisements

استنادا إلى خريطة أناكسيماندر للعالم، قام المؤرخ اليوناني  Hecataeus  ميليتوس بإنشاء خريطة جديدة . ارفق مع الخريطة مجلد يحمل تجديداته وسفرياته التي قام بها  واسماه “الدراسة الأستقصائية العالمية “ .  وصف Hecataeus المناطق والبلدان وسكان العالم المعروفين وكان من ضمن دراساته مصر . 

القرن الثاني قبل الميلاد 



 جاءت مساهمة رسم خريطة رئيسية للعالم  من قبل إراتوستينس . هو واحد من صانعي الخريطة الأسطوري في العالم ، ولد في 276 قبل الميلاد في قورينا والتي تقع حاليا في ليبيا . إن خرائط إرتوستينس عديدة للعالم والتي أظهرت بريطانيا العظمى والهند وسريلانكا . كما أن إرتوستينس هو أول من دمج خطوط الطول والتشابه في تصويره لرسم جميع الخرائط خاصته ، مما يدل على فهمه لطبيعة كروية الأرض

القرن الأول قبل الميلاد 




 في هذا الزمن برز اليونانون قام الفيلسوف  Posidonius  وكان عمله  ” حول المحيطات والمناطق المجاورة ” . قام بتعميم نظرياته حول الأتصالات الداخلية في العالم وتأثير بعضها على بعض والترابط فيما بينها . وتوضيح الأجواء السياسية على الأجواء .  
قام Posidonius  بقياس محيط الأرض ودراسة مواقع النجوم . كانت دراسته أن  المحيط 240,000 إلى 24,000 كيلومتر وكان بمقربة من المحيط الفعلي  24901 ميل .

القرن الأول الميلادي



قام الروماني الجغرافي Pomponius بتطوير خريطة العالم وتحسينها . قسم الأرض إلى خمس مناطق . كما أكد أنا الناس الذين يسكنون في المنطقة الجنوبية المعتدلة ، لن يستطيعون العيش في المناطق الشمالية المعتدلة  بسبب الحرارة . وأوضح الأنقسامات وحدود اوروبا وآسيا وأفريقيا . واعتبر بحر قزوين مدخل المحيط الشمالي . 


 القرن التاني الميلادي




 في عام 150م ، تم إنشاء خريطة جديدة من قبل عالم الرياضيات العظيم ، الفلكي، الجغرافي، هذا الشخص هو بطليموس الذي رسم أول خطوط طولية وعرضية لخريطة العالم . 


ووضع إحداثيات جغرافية عالمية في القرون الوسطى للتفكير الأسلامي والأوربي على أساس علمي .

القرن الثاني عشر الميلادي


 

في عام 1154م ،قام  الجغرافي العربي محمد الإدريسي، استيعاب المعارف في أفريقيا والمحيط الهندي والشرق الأقصى التي جمعها المستكشفون والتجار العرب مع المعلومات الموروثة من الجغرافيين الكلاسيكيين .  قام بإنشاء خريطة أكثر دقة للعالم ، ولكن لايظهر الجزء الشمالي من القارة الإفريقية . إلا أنها ظلت خريطة العالم المعتمدة والأكثر دقة لثلاثة قرون . 


القرن الرابع عشر الميلادي

 

 طورت الصين تقنيات رسم الخرائط المتطورة في نفس الوقت تقريبا مع روما القديمة في فترة العصور الوسطى ، أظهرت خرائط العالم الصينية أن الصين في المركز وأوروبا في منتصف الطريق على مدار الكرة الأرضية .تم تعيين إفريقيا من وجهة نظر المحيط الهندي وكانت على رأس الرجاء الصالح . تم فقدان الكثير من هذه الخرائط ولم يتبقى سوى واحدة ملونة قام برسمها مينغ هون يي تو ، رسمت في 17 مترا مربعا  .

القرن الخامس عشر الميلادي 

 

في عام 1490م ،  أنشأ هاينريش هامر خريطة للعالم وهو رسام خرائط ألماني ، كان هناك أيضا  Behaim مارتن، وErdapfel  في عام 1492م قاموا بتشكيل خرائط مشابهة ومستمدة من تأثيرات بطليموس



القرن السادس عشر الميلادي




 أدلى خوان دي لا كوزا، رسام خرائط أسباني ، المستكشف والفاتح لخرائط الناجي الوحيد موندي Mappa  عام 1500 م .  وكانت المرة الأولى التي رسم فيها الأمريكتين .


خريطة العالم Cantino هي أقرب خريطة تبين الاكتشافات البرتغالية في الشرق والغرب .ويظهر منطقة البحر الكاريبي وساحل فلوريدا، وكذلك إفريقيا وأوروبا وأسيا . 



خريطة Caverio، المعروفة  أيضا باسم خريطة Caveri أو خريطة Canerio






 كانت هذه الخريطة أول خريطة واضحة ودقيقة حيث يظهر اسم امريكا ، ورسم الجزر الصغيرة التي لم تكن واضحة في البداية . كما رسم كريستوفر كولومبوس جزر الهند الغربية . وصلت الخريطة إلى جودة عالية من التفاصيل والدقة . 



أدلى ديوغو ريبيرو، رسام خرائط برتغالي عاش في أسبانيا رسم  خريطة للعالم في عام 1537م  . خريطة ديوغو حددت بدقة متناهية سواحل أمريكا الوسطى والجنوبية . ومع ذلك فإنها لاتوضح القارة الهندية الجنوبية وأستراليا .

قام الرسام الفلكي مركاتورجيراردوس من عام 1569 م . إهتم بشكل كبير برسم الطرق والخرائط البحرية .


 تم إنشاء اول أطلس حديث وصحيح للعالم ، رسمه إبراهيم أورتيليوس  وطبع في 20 مايو عام 1570 م . إستمر هذا الأطلس في الأستخدام حتى عام 1612 م .

القرن السابع عشر الميلادي



أنشأ تيراروم أوربيس الجغرافي خريطة على نطاق واسع  عام 1630 م . أظهرت الخريطةجزء من أستراليا ، والساحل الغربي لشبه جزيرة كيب بورك التي إكتشفها عام 1623 م .


رسم الخرائط الحديثة

في القرن السابع عشر:

بدأ تطبيق نظريات جديدة لتحديد أبعاد الأرض . وإختراع أدوات جديدة أيضا مثل بندول الساعة ، التلسكوب ، فضلا عن أدوات النظريات مثل جداول اللوغاريتمات ، والتفاضل والتكامل ، قانون الجاذبية ، والأخذ بعين الأعتبار ملاحظات لبعض العلماء . والذي زاد من تقدم رسم الخرائط قياس تقوس سطح الأرض . 

في القرن الثامن عشر:

 ساعد التقدم في الرياضيات وعلم الفلك إلى زيادة التقدم في دقة الخرائط . أصبحت أمريكا الشمالية وشبه القارة الهندية واضحة في الخريطة .




خلال القرن 20،أصبحت الخرائط أكثر تقدما وخاصة في مجال الطباعة والتصوير ، وتم إنتاج العديد والكثير من  نسخ للخرائط بجودة عالية . وجود التلسكوب أعطى مسحة دقيقة للأرض . سمح للملاحين وراسموا الخرائط  من تحديد الزوايا لنجم الشمال في الليل أو للشمس عند الظهيرة . وساعدت الطائرات من إعطاء صورة دقيقة للتضاريس .


خلال العقود القليلة الماضية ، جاءت التكنولوجيا وكانت في تطور مستمر . وجود أجهزة كمبيوتر و
GPS  ، أصبح من السهل رسم الخرائط من التضاريس بكل سهولة ويسر .


أصبحت الأن الخريطة مكتملة المعالم . الجديد أن رساموا الخرائط الحديثة إتجهوا إلى رسم تضاريس أعماق المحيطات ورسم حدود للفضاء الخارجي . وذلك بالإستعانه بالأقمار الصناعية .

في العصر الحديث
، غالبا ماتكون القدرة على التنقل بسهولة مع مساعدة من خرائط دقيقة أمرا مفروغا منه . بفضل المستكشفين الشجعان على مرعدة آلاف ومئات من رسامي الخرائط الذين ساهموا في تطور خريطة العالم إلى أن وصلنا للجغرافيا اليوم بهذا الشكل .

 


المصدر 

amusingplanet

Advertisements

Advertisements